فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


منظومة الأغاني في عشرة الإخوانِ

منظومة الأغاني

في عشرة الإخوانِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَقُولُ رَاجِي الصَّمَدِ ** عليٌّ ابْنُ أَحْمَدِ

حَمْدًا لِمَنْ هَدَانِي ** بِالنُّطْقِ وَالبَيَانِ

وَأَشْرَفُ الصَّلاَةِ ** مِنْ وَاهِبِ الصِّلاَتِ

عَلَى النَّبِيِّ الهَادِي ** وَآلِهِ الأَمْجَادِ

وَبَعْدُ فَالكَلاَمُ ** لِحُسْنِهِ أَقْسَامُ

وَالقَوْلُ ذُو فُنُونِ ** فِي الجِدِّ وَالمُجُونِ

وَرَوْضَةُ الأَرِيضِ ** اَلسَّجْعُ فِي القَرِيضِ

وَالشِّعْرُ دِيوَانُ العَرَبْ ** وَكَمْ أَنَالَ مِنْ أَرَبْ

فَانْسَل إِذَا رُمْتَ الأَدَبْ ** إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ حَدَبْ

رِوَايَةُ الأَشْعَارِ ** تَكْسُوالأَدِيبَ العَارِي

وَتَرْفَعُ الوَضِيعَا ** وَتُكْرِمُ الشَّفِيعَا

وَتُنْجِحُ المَآرِبَا ** وَتُصْلِحُ المَعَائِبَا

وَتُطْرِبُ الإِخْوَانَا ** وَتُذْهِبُ الأَحْزَانَا

وَتُنْعِشُ العُشَّاقَا ** وَتُؤْنِسُ المُشْتَاقَا

وَتَنْسَخُ الأَحْقَادَا ** وَتُثْبِتُ الوِدَادَا

وَتُقْدِمُ الجَبَانَا ** وَتَعْطِفُ الغَضْبَانَا

فَقُمْ لَهُ مُهْتَمَّا ** وَاحْفَظْهُ حِفْظًا جَمَّا

وَخَيْرُهُ مَا أَطْرَبَا ** مُسْتَمِعًا وَأَعْجَبَا

وَهَذِهِ أُرْجُوزَهْ ** فِي فَنِّهَا وَجِيزَهْ

بَدِيعَةُ الأَلفَاظِ ** تَسْهُلُ لِلحُفَّاظِ

تُطْرِبُ كُلَّ سَامِعِ ** بِحُسْنِ لَفْظٍ جَامِعِ

أَبْيَاتُهَا قُصُورُ ** وَمَا بِهَا قُصُورُ

ضَمَّنْتُهَا مَعَانِي ** فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ

تَشْرَحُ لِلأَلبَابِ ** مَحَاسِنَ الآدَابِ

فَإِنَّ خَيْرَ العِشْرَهْ ** مَا حَازَ قَوْمٌ عُشْرَهْ

وَأَكْثَرُ الإِخْوَانِ ** فِي الوَصْلِ وَالأَوَانِ

صُحْبَتُهُمْ نِفَاقُ ** مَا شَانَهَا وِفَاقُ

يَلقَى الخَلِيلُ خِلَّهُ ** إِذَا أَتَى مَحِلَّهُ

بِظَاهِرٍ مُمَوَّهِ ** وَبَاطِنٍ مُشَوَّهِ

يُظْهِرُ مِنْ صَدَاقَهْ ** مَا هُوَ فَوْقَ الطَّاقَهْ

وَالقَلبُ مِنْهَا خَالِي ** كَفَارِغ المَخَالِي

حَتَّى إِذَا مَا انْصَرَفَا ** أَعْرَضَ عَنْ ذَاكَ الصَّفَا

وَإِنْ يَكُنْ ثَمَّ حَسَدْ ** أَنْشَبَ إِنْشَابَ الأَسَدْ

فِي عِرْضِهِ مَخَالِبَهْ ** مُسْتَقْصِيًا مَثَالِبَهْ

مُجْتَهِدًا فِي غِيبَتِهْ ** لَمْ يَرْعَ حَقَّ غَيْبَتِهْ

فَهَذِهِ صُحْبَةُ مَنْ ** تَرَاهُ فِي هَذَا الزَّمَنْ

فَلاَ تَكُنْ مُعْتَمِدَا ** عَلَى صَدِيقٍ أَبَدَا

وَإِنْ عَصَيْتَ أَلاَّ ** تَصْحَبَ مِنْهُ خِلاَّ

فَإِنَّكَ المُوَفَّقُ ** بَلِ السَّعِيدُ المُطْلَقُ

وَإِنْ قَصَدْتَ الصُّحْبَهْ ** فَخُذْ لَهَا فِي الأُهْبَهْ

وَاحْرِصْ عَلَى آدَابِهَا ** تُعَدَّ مِنْ أَرْبَابِهَا

وَاسْتَنْبِ مِنْ شُرُوطِهَا ** تُوَقَّ مِنْ سُقُوطِهَا

فَإِنْ أَرَدتَّ عِلمَهَا ** وَحَدَّهَا وَرَسْمَهَا

فَاسْتَمْلِهِ مِنْ رَجَزِي ** هَذَا البَدِيعِ المُوجَزِ

فَإِنَّهُ كَفِيلُ ** بِشَرْحِهِ حَفِيلُ

فَصَّلتُهُ فُصُولاَ ** تُقَرِّبُ الوُصُولاَ

لِمَنْهَجِ الآدَابِ ** فِي صُحْبَةِ الأَصْحَابِ

تَهْدِي جَمِيعَ الصَّحْبِ ** إِلَى طَرِيقٍ رَحْبِ

سَمَّيْتُهُ إِذْ أَطْرَبَا ** بِنَظْمِهِ إِذْ أَغْرَبَا

بِـ«نَغْمَةِ الأَغَانِي ** فِي عِشْرَةِ الإِخْوَانِ»

وَاللهَ رَبِّي أَسْأَلُ ** وَهْوَ الكَرِيمُ المُفْضِلُ

اَلهَادِ لِلسَّدَادِ ** وَمَانِحُ الإِمْدَادِ

فَصْلٌ فِي تَعْرِيفِ الصَّدِيقِ وَالصَّدَاقَةِ

قَالُوا: الصَّدِيقُ مَنْ صَدَقْ ** فِي وُدِّهِ وَمَا مَذَقْ

وَقِيلَ: مَنْ لاَ يُطْعَنَا ** فِي قَوْلِهِ: أَنْتَ أَنَا

وَقِيلَ: لَفْظٌ لاَ يُرَى ** مَعْنَاهُ فِي هَذَا الوَرَى

وَفَسَّرُوا الصَّدَاقَهْ ** بِالحُبِّ حَسْبَ الطَّاقَهْ

وَقَالَ مَنْ قَدْ أَطْلَقَا: ** هِيَ الوِدَادُ مُطْلَقَا

وَالآخَرُونَ نَصُّوا ** بِأَنَّهَا أَخَصُّ

وَهْوَ الصَّحِيحُ الرَّاجِحُ ** وَالحَقُّ فِيهِ وَاضِحُ

عَلاَمَةُ الصَّدِيقِ ** عِنْدَ أُولِي التَّحْقِيقِ

مَحَبَّةٌ بِلاَ غَرَضْ ** وَالصِّدْقُ فِيهَا مُفْتَرَضْ

وَحَدُّهَا المَعْقُولُ ** عِنْدِي أَنَا أَقُولُ:

فَهْيَ بِلاَ اشْتِبَاهِ ** مَحَبَّةٌ فِي اللهِ

فَصْلٌ فِي مَنْ يُصَادَقُ وَيُصَافَى

أَخُو صَلاَحٍ وَأَدَبْ ** ذُو حَسَبٍ وَذُو نَسَبْ

رَبُّ صَلاَحٍ وَتُقَى ** يَنْهَاكَ عَمَّا يُتَّقَي

مِنْ حِيلَةٍ وَغَدْرِ ** وَبِدْعَةٍ وَمَكْرِ

مُهَذَّبُ الأَخْلاَقِ ** يَطْرَبُ لِلتَّلاَقِي

يَحْفَظُ مَا فِي عَيْبَتِكْ ** يَصُونُ مَا فِي غَيْبَتِكْ

يَزِينُهُ مَا زَانَكَ ** يَشِينُهُ مَا شَانَكَ

يُظْهِرُ مِنْكَ الحَسَنَا ** وَيَذْكُرُ المُسْتَحْسَنَا

وَيَكْتُمُ المَعِيبَا ** وَيَحْفَظُ المَغِيبَا

يَسُرُّهُ مَا سَرَّكَا ** وَلاَ يُذِيعُ سِرَّكَا

إِنْ قَالَ قَوْلًا صَدَقَكْ ** أَوْ قُلتَ قَوْلًا صَدَّقَكْ

وَإِنْ شَكَوْتَ عُسْرَا ** أَفَدتَّ مِنْهُ يُسْرَا

يَلقَاكَ بِالأَمَانِ ** فِي حَادِثِ الزَّمَانِ

يُهْدِي لَكَ النَّصِيحَهْ ** بِنِيَّةٍ صَحِيحَهْ

خُلَّتُهُ مُدَانِيَهْ ** فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَهْ

صُحْبَتُهُ لاَ لِغَرَضْ ** فَذَاكَ لِلقَلبِ مَرَضْ

لاَ يَتَغَيَّرْ إِنْ وَلِيْ ** عَنِ الوِدَادِ الأَوَّلِيْ

يَرْعَى عُهُودَ الصُّحْبَهْ ** لاَ سِيَّمَا فِي النَّكْبَهْ

لاَ يُسْلِمُ الصَّدِيقَا ** إِنْ نَالَ يَوْمًا ضِيقَا

يُعِينُ إِنْ أَمْرٌ عَنَا ** وَلاَ يَفُوهُ بِالخَنَا

يُولِي وَلاَ يَعْتَذِرُ ** عَمَّا عَلَيْهِ يَقْدِرُ

هَذَا هُوَ الأَخُ الثِّقَهْ ** اَلمُسْتَحِقُّ لِلمِقَهْ

إِنْ ظَفِرَتْ يَدَاكَا ** فَكِدْ بِهِ عِدَاكَا

فَإِنَّهُ السِّلاَحُ ** وَالكَهْفُ وَالمَنَّاحُ

وَقَدْ رَوَى الرُّوَاةُ ** السَّادَةُ الثِّقَاتُ

عَنِ الإِمَامِ المُرْتَضَى ** سَيْفِ الإِلَهِ المُنْتَضَى

فِي الصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ ** إِنَّهُمُو صِنْفَانِ

إِخْوَانُ صِدْقٍ وَثِقَههْ ** وَأَنْفُسٌ مُتَّفِقَهْ

هُمُ الجَنَاحُ وَاليَدُ ** وَالكَهْفُ وَالمُسْتَنَدُ

وَالأَهْلُ وَالأَقَارِبُ ** أَدْنَتْهُمُ التَّجَارِبُ

فَافْدِهِمُو بِالرُّوحِ ** فِي القُرْبِ وَالنُّزُوحِ

وَاسْلُكْ بِحَيْثُ سَلَكُوا ** وَابْذُل لَهُمْ مَا تَمْلِكُ

فَلاَ يَرَوْكَ مَالِكَا ** مِنْ دُونِهِمْ لِمَالِكَا

وَصَافِ مَنْ صَافَاهُمُو ** وَنَافِ مَنْ نَافَاهُمُو

وَاحْفَظْهُمُو وَصُنْهُمُو ** وَانْفِ الظُّنُونَ عَنْهُمُو

فَهُمْ أَعَزُّ فِي الوَرَى ** إِنْ عَنَّ خَطْبُ أَوْ عَرَى

مِنْ أَحْمَرِ اليَاقُوتِ ** بَل مِنْ حَلاَلِ القُوتِ

وَإِخْوَةٌ لِلأُنْسِ ** وَنَيْلِ حَظِّ النَّفْسِ

هُمْ عُصْبَةُ المُجَامَلَهْ ** لِلصِّدْقِ فِي المُعَامَلَهْ

مِنْهُمْ تُصِيبُ لَذَّتَكْ ** إِذَا الهُمُومُ بَذَّتَكْ

فَصِلهُمُو مَا وَصَلُوا ** وَابْذُل لَهُمْ مَا بَذَلُوا

مِنْ ظَاهِرِ الصَّدَاقَهْ ** بِالبِشْرِ وَالطَّلاَقَهْ

وَلاَ تَسَل إِنْ أَظْهَرُوا ** لِلوُدِّ عَمَّا أَضْمَرُوا

وَاطْوِهِمُو مَدَّ الحُقَبْ ** طَيَّ السِّجِلِّ لِلكُتُبْ

وَقَالَ بِشْرُ الحَافِي ** بَل عِدَّةُ الأَصْنَافِ

ثَلاَثَةٌ فَالأَوَّلُ ** لِلدِّينِ فَهْوَ الأَفْضَلُ

وَآخَرٌ لِلدُّنْيَا ** يَهْدِيكَ نَجْدَ العُليَا

وَثَالِثٌ لِلأُنْسِ ** لِكَوْنِهِ مِنْ جِنْسِ

فَأَعْطِ كُلًا مَا يُحِبّْ ** وَعَنْ سِوَاهُمْ فَاجْتَنِبْ

فَصْلٌ فِي شُرُوطِ الصَّدَاقَةِ

صَدَاقَةُ الإِخْوَانِ ** اَلخُلَّصِ العُوَّانِ

لَهَا شُرُوطٌ عِدَّهْ ** عَلَى الرَّخَا وَالشِّدَّهْ

وَالرِّفْقُ وَالتَّلَطُّفُ ** وَالوُدُّ وَالتَّعَطُّفُ

وَكَثْرَةُ التَّعَهُّدِ ** لَهَا بِكُلِّ مَعْهَدِ

اَلبِِرُّ بِالأَصْحَابِ ** مِنْ أَحْكَمِ الأَسْبَابِ

وَالنُّصْحُ لِلإِخْوَانِ ** مِنْ أَعْظَمِ الإِحْسَانِ

وَالصِّدْقُ وَالتَّصَافِي ** مِنْ أَحْسَنِ الإِنْصَافِ

دَعْ خِدَعَ المَوَدَّهْ ** وَأَوْجُهًا مُسْوَدَّهْ

فَالمَحْضُ فِي الإِخْلاَصِ ** كَالذَّهَبِ الخَلاَصِ

حِفْظُ العُهُودِ وَالوَفَا ** حَقٌّ لإِخْوَانِ الصَّفَا

عَامِلهُمُو بِالصِّدْقِ ** وَاصْحَبْ بِحُسْنِ الخُلقِ

وَالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ ** وَقِلَّةِ الخِلاَفِ

وَلاقِهِمْ بِالبِشْرِ ** وَحَيِّهِمْ بِالشُّكْرِ

صِفْهُمْ بِمَا يُسْتَحْسَنُ ** وَأَخْفِ مَا يُسْتَهْجَنُ

وَإِنْ رَأَيْتَ هَفْوَهْ ** فَانْصَحْهُمُو فِي خَلوَهْ

بِالرَّمْزِ وَالإِشَارَةِ ** وَأَلطَفِ العِبَارَةِ

إِيَّاكَ وَالتَّعْرِيفَا ** وَالعَذَلَ العَنِيفَا

وَإِنْ تُرِدْ عِتَابَهُمْ ** فَلاَ تُسِئْ خِطَابَهُمْ

وَأَحْسَنُ العِتَابِ ** مَا كَانَ فِي كِتَابِ

وَالَعَتْبُ بِالمُشَافَهَهْ ** ضَرْبٌ مِنَ المُسَافَهَهْ

وَعَنْ إِمَامِ النُّجْلِ ** فَاتِكِ كُلِّ فَحْلِ:

عَاتِبْ أَخَاكَ الجَانِي ** بِالبِرِّ وَالإِحْسَانِ

حَافِظْ عَلَى الصَّدِيقِِ ** فِي الوُسْعِ وَالمَضِيقِ

فَهُمْ نَسِيمُ الرُّوحِ ** وَمَرْهَمُ الجُرُوحِ

وَفِي الحَدِيثِ النَّاطِقِ ** عَنِ الإِمَامِ الصَّادِقِ:

مَنْ كَانَ ذَا حَمِيمِ ** يُنْجَى مِنَ الجَحِيمِ

كَقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ ** وَعُصْبَةِ الكُفَّارِ:

فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِ ** وَلاَ حَمِيمٍ نَافِعِ

فَالقُرْبُ فِي الخَلاَئِقِ ** أَمْنٌ مِنَ البَوَائِقِ

فَقَارِبِ الإِخْوَانَا ** وَكُنْ لَهُمْ مِعْوَانَا

لاَ تَسْمَعِ المَقَالاَ ** فِيهِمْ وَإِنْ تَوَالَى

فَمَنْ أَطَاعَ الوَاشِي ** سَارَ بِلَيْلٍ عَاشِي

وَضَيَّعَ الصَّدِيقَا ** وَكَذَّبَ الصِّدِّيقَا

وَإِنْ سَمِعْتَ قِيلاَ ** يَحْتَمِلُ التَّأْوِيلاَ

فَاحْمِلهُ خَيْرَ مَحْمَلِ ** فِعْلَ الرِّجَالِ الكُمَّلِ

وَإِنْ رَأَيْتَ وَهْنَا ** فَلاَ تَسُمْهُمْ طَعْنَا

فَالطَّعْنُ فِي الكَلاَمِ ** عِنْدَ أُولِي الأَحْلاَمِ

أَنْفَذُ فِي الجَنَانِ ** مِنْ طَعْنَةِ السِّنَانِ

فَعَدِّ عَنْ زَلاَّتِهِمْ ** وَسُدَّ مِنْ خَلاَّتِهِمْ

سَل عَنْهُمُو إِنْ غَابُوا ** وَزُرْهُمُو إِنْ آبُوا

وَاسْتَنْبِ عَنْ أَحْوَالِهِمْ ** وَعِفَّ عَنْ أَمْوَالِهِمْ

أَطِعْهُمُو إِنْ أَمَرُوا ** وَصِلهُمُو إِنْ هَجَرُوا

فَقَاطِعُ الوِصَالِ ** كَقَاطِعِ الأَوْصَالِ

إِنْ نَصَحُوكَ فَاقْبَلِ ** وَإِنْ دَعَوْكَ أَقْبِلِ

وَاصْدُقْهُمُو فِي الوَعْدِ ** فَالخُلفُ خُلفُ الوَعْدِ

وَاقْبَل إِذَا مَا اعْتَذَرُوا ** إِلَيْكَ مِمَّا يُنْكَرُ

وَارْعَ صَلاَحَ حَالِهُمْ ** وَاشْفِقْ عَلَى مَحَالِهِمْ

وَكُنْ لَهُمْ غِيَاثَا ** إِذَا الزَّمَانُ عَاثَا

فَصْلٌ فِي الحَثِّ عَلَى إِعَانَةِ الإِخْوَانِ

حَقِيقَةُ الصَّدِيقِ ** تُعْرَفُ عِنْدَ الضِّيقِ

وُتُخْبَرُ الإِخْوَانُ ** إِذَا جَفَا الزَّمَانُ

لاَ خَيْرَ فِي إِخَاءِ ** يَكُونُ فِي الرَّخَاءِ

وَإِنَّمَا الصَّدَاقَهْ ** فِي العُسْرِ وَالإِضَاقَهْ

لاَ تَدَّخِرْ مَوَدَّهْ ** إِلاَّ لِيَوْمِ شِدَّهْ

وَلاَ تَعُدَّ خَلَّهْ ** إِلاَّ لِسَدِّ الخَلَّهْ

أَعِنْ أَخَاكَ وَاعْضُدِ ** وَكُنْ لَهُ كَالعَضُدِ

لاَ سِيَّمَا إِنْ قَعَدَا ** بِهِ زَمَانٌ أَوْ عَدَا

بِئْسَ الخَلِيلُ مَنْ نَكَل ** عَنْ خِلِّهِ إِذَا اتَّكَل

لاَ تَجْفُ فِي حَالٍ أَخَا ** ضَنَّ الزَّمَانُ أَوْ سَخَى

وَإِنْ شَكَا مِنْ خَطْبِهِ ** فَرُمْ مِنَ اللُّطْفِ بِهِ

وَكُنْ لَهُ كَالنُّورِ ** فِي ظُلَمِ الدَّيْجُورِ

وَلاَ تَدَعْ وَلاَ تَذَرْ ** مَا تَسْتَطِيعُ مِنْ نَظَرْ

حَتَّى يَزُولَ الهَمُّ ** وَيُكْشَفُ المُلِمُّ

إِنَّ الصَّدِيقَ الصَّادِقَا ** مَنْ فَرَّجَ المَضَايِقَا

وَأَكْرَمَ الإِخْوَانَا ** إِذَا شَكَوْا هَوَانَا

وَأَسْعَفَ الحَمِيمَا ** وَحَمَّلَ العَظِيمَا

وَأَنْجَدَ الأَصْحَابَا ** إِنْ رَيْبُ دَهْرٍ رَابَا

أَعَانَهُمْ بِمَالِهِ ** وَنَفْسِهِ وَآلِهِ

وَلاَ يُرَى مُقَصِّرَا ** فِي بَذْلِ مَالٍ أَوْ قِرَى

فِعْلَ أَبِي أُمَامَهْ ** فِي خُلَّةِ الحَمَامَهْ

فَإِنْ أَرَدتَّ فَاسْمَعِ ** حَدِيثَهُ لِكَيْ تَعِي


إنْ رُمْتَ أَنْ تُحَدِّثَا ** بِمَا مَضَى أَوْ حَدَثَا

لِتُؤْنِسَ الأَصْحَابَا ** فَأَحْسِنِ الخِطَابَا

وَاخْتَصِرِ العِبَارَهْ ** وَلاَ تَكُنْ مِهْذَارَهْ

وَاخْتَرْ مِنَ الكَلاَمِ ** مَا لاَقَ بِالمَقَامِ

مِنْ فَائِقِ العُلُومِ ** وَرَائِقِ المَنْظُومِ

وَاذْكُرْ مِنَ المَنْقُولِ ** مَا صَحَّ فِي العُقُولِ

وَاجْتَنِبِ الغَرَائِبَا ** كَيْلاَ تُظَنَّ كَاذِبَا

وَإِنْ أَخُوكَ أَسْمَعَا ** فَكُنْ لَهُ مُسْتَمِعَا

وَالزَمْ لَهُ السُّكَاتَا ** وَأَحْسِنِ الإِنْصَاتَا

وَلاَ تَكُنْ مُلتَفِتَا ** عَنْهُ إِلَى أَنْ يَسْكُتَا

وَإِنْ أَتَى بِنَقْلِ ** سَمِعْتَهُ مِنْ قَبْلِ

فَلاَ تَقُل هَذَا الخَبَرْ ** عَلِمْتُهُ فِيمَا غَبَرْ

فَلاَ تُكَذِّبْ مَا رَوَى ** وَدَعْ سَبِيلَ مَنْ غَوَى

اَلمَزْحُ وَالدُّعَابَهْ ** مِنْ شِيَمِ الصَّحَابَهْ

فَإِنَّهُ فِي الخَلقِ ** عُنْوَانُ حُسْنِ الخُلقِ

تُولِي بِهِ السُّرُورَا ** خَلِيلَكَ المَصْدُورَا

فَامْزَحْ مِزَاحَ مَنْ قَسَطْ ** وَكُنْ عَلَى حَدٍّ وَسَطْ

وَاجْتَنِبِ الإِيحَاشَا ** وَلاَ تَكُنْ فَحَّاشَا

فَالفُحْشُ فِي المِزَاحِ ** ضَرْبٌ مِنَ السِّلاَحِ

يَجُرُّ لِلسَّخِيمَهْ ** وَالوَظْنَةِ الوَخِيمَهْ

وَجَانِبِ الإِكْثَارَا ** وَحَاذِرِ العِثَارَا

وَكَثْرَةُ الدُّعَابَهْ ** تَذْهَبُ بِالمَحَابَهْ

وَعَثْرَةُ اللِّسَانِ ** تُوقِعُ بِالإِنْسَانِ

وَاحْمِل مِزَاحَ الإِخْوَهْ ** وَخَلِّ عَنْكَ النَّخْوَهْ

فَالبَسْطُ فِي المُصَاحَبَهْ ** يُفْضِي إِلَى المُدَاعَبَهْ

وَإِنْ سَمِعْتَ نَادِرَهْ ** فَلاَ تَفُهْ بِبَادِرَهْ

لاَ تَغْضَبَنَّ فَالغَضَبْ ** في المَزْحِ مِنْ سُوءِ الأَدَبْ

وَانْظُرْ إِلَى المَقَامِ ** وَقَائِلِ المَقَامِ

فَإِنْ يَكُنْ وَلِيَّا ** وَصَاحِبًا صَفِيَّا

فَقَوْلُهُ وَإِنْ نَبَا ** فَهْوَ الوَلاَءُ المُجْتَبَى

وَإِنْ يَكُنْ عَدُوَّا ** وَكَاشِحًا مَجْفُوَّا

فَقَوْلُهُ وَإِنْ حَلاَ ** لِسَامِعٍ هُوَ البَلاَ

أَلاَ تَرَى لِلعَرَبِ ** تَقُولُ عِنْدَ العَجَبِ

قَاتَلَهُ اللهُ وَلاَ ** تَقُولُ ذَاكَ عَنْ قِلَى



منظومة الأغاني

في عشرة الإخوانِ

( توفيق الصائغ )

https://www.youtube.com/watch?v=iOHtEtJD7Js


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة