فعاليات اللقاء التواصلي مع الشباب الحركي بخريبكة
عرفات عثمون:"دعوة الشباب لإعمال العقل والفكر في مساءلة الانخراط الحزبي والمشاركة السياسية"
امحمد أمغار:" مستقبل المغرب الجديد بيد الشباب الطامح إلى التغيير"
متابعة: نجيب مصباح
في إطار محور: "الشباب والمشاركة السياسية"، نظم حزب الحركة الشعبية، مساء يوم الجمعة 18 يوليوز الجاري، بمقر الحزب الكائن بشارع محمد السادس بمدينة خريبكة، لقاء تواصليا مع البرلماني الحركي عن دائرة خريبكة السيد عرفات عثمون.
هذا اللقاء، الذي أشرف على تسييره الأخ نجيب مصباح، عرف في بدايته قراءة الفاتحة ترحما على شهداء الوطن، وشهداء فاجعة بوركون التي ذهب ضحيتها 23 ضحية، وكذا ترحما على شهداء غزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني الأعزل واحتجاجا على العدوان المستمر على قطاع عزة من طرف الكيان الصهيوني الغاصب.
واستهل امحمد أمغار المنسق الإقليمي لحزب الحركة الشعبية بخريبكة، بكلمة ترحيبية، وسط حضور لافت من الشباب الحاضرين، أزيد من 85 شابا وشابة، حيث أشار بأن هذا اللقاء التواصلي يأتي "من أجل إشراك الشباب في الفعل السياسي من أجل فتح طرق جديدة للتفكير والتأمل برؤية جديدة وبنظرة استشرافية للمستقبل، لأن مستقبل المغرب الجديد بيد الشباب الطامح والتواق إلى التغيير".مبرزا مظاهر الواقع المغربي المعيش بإيجابياته وسبلبياته في إطار التحولات التي يشهدها المجتمع المغربي بدءا بالتصويت على الدستور باعتباره شكل محطة فاصلة في علاقة المجتمع المدني العامل في حقل الشباب والطفولة مع هذا المكون الأساسي في المؤسسات العمومية المحلية والوطنية، عبر الإقرار بضرورة إدماجه وإشراكه كقوة إقتراحية فاعلة ومؤثرة في بناء المسار الديمقراطي المغربي.
وأردف المتحدث ذاته، "إن مقتضيات التي جاء بها الدستور المغربي، تعد مدخلا جوهريا لمجموعة من الإصلاحات السياسية التي تيسر الولوج الفعلي للشباب إلى مراكز القرار واعتماد مقاربة تشاركية تروم تقوية مجالات اشتغال الشباب في العمل السياسي والجمعوي والتربوي، كشريك أساسي في العملية التنموية في مستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية".
ووجه المنسق الإقليمي دعوته للشباب من أجل المشاركة المكثفة في الفعل السياسي لأن هذا الأخير يعتبر محفزا أساسيا لانخراطه بشكل مباشر في الحياة العامة وذلك بهدف تصحيح رؤية هذه الشريحة المجتمعية لمعنى المشاركة في الفعل في مختلف أوجه الحياة العامة ذات الارتباط الوطيد بالشأن المحلي، خصوصا وأن الشباب بمدينة خريبكة يعيش الإقصاء والتهميش والبطالة ويعاني من غياب البنيات التحتية وغياب الفضاءات السوسيو الثقافية والرياضية.
وفي غضون ذلك، أكد عرفات عثمون النائب باسم حزب الحركة الشعبية بدائرة خريبكة، من خلال كلمته ألقاها بالمناسبة، بأنه جد سعيد بتواصله مع الشباب والاستماع إلى قضاياهم ومشاكلهم.
أشار البرلماني عثمون، إلى " أن الرهان من مثل هذه اللقاءات التواصلية في هذا الوقت بالذات تحمل دعوة صريحة للشباب لإعمال العقل والفكر في مساءلة المشاركة السياسية والانخراط الحزبي بغية تطويره وتحديثه من أجل ترسيخ ثقافة سياسية جديدة هادفة مبنية على الصراحة والوضوح، حيث أصبح العمل السياسي، خلال العقد الأخير من القرن الماضي، المرتكز في عمقه التأطيري والتنظيمي على الشباب، الذي يضطلع بأدوار مهمة للمساهمة في البناء الديمقراطي، وإشاعة قيم المشاركة والتضامن والتطوع".
وأردف عثمون قائلا، "أن التنصيص الدستوري على هذه الفئات هو بمثابة رد اعتبار لها ومحاولة إزالة تلك الصورة النمطية التي ألصقت بها، ظلما، واعتبار هذه الفئة غير مبالية ولا تعير أدنى اهتمام للحياة السياسية والجمعوية". مبرزا أن "الشباب المغربي اليوم أصبح واعي كل الوعي بأهمية المرحلة والمراحل الاستحقاقات المقبلة، التي تتطلب من الشباب المغربي رفع شعار التحدي من أجل إنجاحها وذلك من خلال إبراز القدرات والطاقات التي يختزنها الشباب الذي يعتبر طرفا رئيسيا في صناعة القرار السياسي، بهدف المساهمة في تخليق الحياة العامة وتفعيل الآليات الكفيلة بمحاربة الفساد واقتصاد الريع وكل الأشكال والسلوكيات المخلة بالقيم الوطنية وبالقيم المواطنة بكل تجلياتها".ملتمسا من كل شباب مدينة خريبكة الإقبال على الانخراط بقوة في العمل الحزبي، في خطوة حقيقية لكسب التجربة الحزبية ميدانيا، لكون ذلك يفتح اليوم أفاقا عريضة من الأمل للشباب المغربي، عوض الوقوف موقف المتتبع السلبي الذي يريد أن يبقى ملاحظا لاغير، مع الأخذ بعين الاعتبار كل الحيطة والحذر من خطابات التيئيس والعدمية، لأنه لا يمكن أن الحديث عن ديمقراطية بدون ممارسة السياسة وبدون أحزاب سياسية قوية".
وبالفعل فلقد كان الشباب الذين حضروا هذا اللقاء التواصلي في المستوى التقاط هذه الرسائل، من خلال عمق القضايا والأسئلة التي أثاروها والآراء التي عبروا في نقاشاتهم، إذ أجمع الكل على أنه رغم الحركية التي ميزت المجتمع المغربي في الآونة الأخيرة، وما بعثته من أصل في التغيير والانتقال الديمقراطي، فمازال المغرب يعاني من العديد من رواسب الماضي ومعوقات التطور والمتجلية في ثالوث (الفقر، الأمية، والبطالة).
إلا أن واقعنا السياسي، يؤكد بعض الشباب في مدخلاتهم، رغم مرارته، لايجب أن يكبل أيادينا وعقولنا ويجعلنا يائسين فاقدين للأمل في المستقبل..؟ هذا الأخير الذي تبنيه السواعد وأفكار الشباب مستنيرين بقولة مصطفى كامل الشهيرة (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس). وهذه كلها عبارة عن العديد من الإشارات والرسائل التي هي بمثابة مؤشر على أن هناك طاقات شابة غيورة مهتمة بالشأن السياسي ومتتبعة للشأن المحلي بالعاصمة الفوسفاطية والتي لا ينقصها سوى الاحتضان، لتمضي قدما في مسيرة العمل السياسي بمعناه النبيل وبمفهومه الهادف المؤسس لقيم المواطنة بكل أبعادها.