جحافل أغنام وإبل الرعاة الرحل تجتاح النابور
من خلال المعاينة الميدانية التي قام بها موقع نابور24 ، عبرت ساكنة بعض قرى منطقة النابور عن انزعاجهم وتدمرهم من أعداد وجحافل الرعاة الرحل الذين توافدوا بأعداد غير مألوفة ومكثوا بمختلف هضاب ووديان المنطقة على غير العادة. حيث أكد من تواصل الموقع معهم أنهم مستاءون من هذا الإنزال الذي لم يسبق للنابور أن عرف مثل هذه الظاهرة وكان يسمع بها فقط بالمناطق المجاورة ، وأكدت بعض العائلات التي تملك بعض الماشية أنها أصبحت مهددة بالنزوح آو بيع ماشيتها إذا ما تكرر استيلاء الرعاة على مصدر عيشهم الرئيسي والثروة الطبيعية، التي لا يمكن أن توجد حياة في البادية دونها ، وهي شجر الأركان والصبار والعشب الملتقط لتربية الماشية. كما أن استنزاف الثروة الطبيعية المحلية ليست الممارسات الوحيدة غير المرغوب فيها ، فالرعاة لا يراعون خصوصية المنطقة ولا يتورعون عن اقتحام الضيعات المسيجة والترامي على مخزون المياه بالوديان والآبار بدون إذن أصحابها و التي لا يملك السكان في أغلب المناطق الجبلية غيرها كمصدر للمياه. وفي حالة ما إذا أراد السكان التدخل لمنعهم من هذه الممارسات فإنهم يقابلون بالسب و القذف و النعوت التمييزية و يخافون من التعرض للتدخلات العنيفة وهذا ما وقع ببعض الجماعات القروية المجاورة.
من جهتهم يعتبر سكان المناطق المتضررة أن هؤلاء الرعاة الرحل ، رعاة غير عاديين بالنظر إلى الأعداد المخيفة من قطعان الإبل والغنم التي يدفعون بها إلى المنطقة ،مشككين أن ملكيتها لا تعود في الحقيقة فقط إلى هؤلاء الرحل بقر ما هي لأناس متنفذين في دواليب الدولة والإدارة ومن تم يكون الرعاة مجرد عمال في يد مستثمرين لايفدون إلى هذه المناطق من أجل البحث عن مواضع الكلأ هربا من الجفاف، بل لتسمين الماشية في إطار مشروع مدر للأموال الطائلة.
الرعاة من جانبهم ، تذرعوا بأن الترحال هي مهنتهم الوحيدة و ظاهرة مغربية تاريخية، وأن المناطق التي يمرون منها عبارة أرض مولانا عبر التاريخ ، محملين الدولة مسؤولية حمايتهم وماشيتهم.
وفي ظل هذا الواقع ، فإن بعض المعاينات التي قام بها بعض أعوان السلطة لبعض المناطق التي يشتكي أصحابها بأنها تضررت لا تعدو أن تكون من باب تجنب الاحتقان واحتكاك الجانبين ولم تكن سوى لقاءات تهدئة وضبط النفس ،الهدف منها امتصاص غضب الساكنة في انتظار موعد رحيل الرعاة إلى منطقة أخرى.
وفي خضم هذه الأجواء أصبح دور المجتمع المدني وكذا ممثلي الساكنة منعدما ولم يستطيع طرح أو إيجاد أية مبادرات أو تدخلات للحد من هذه الخروقات التي أضحت بادية للقاصي والداني على ممتلكات الساكنة وعلى مراعي ماشيتهم ، ويتساءل احد شيوخ المنطقة : أين الشهامة ؟ وأين الرجولة ؟ وأين حب الأرض؟ الذي بات إلى يوم قريب من مرتكزات ومقدسات ساكنة هذه المنطقة من النابور .
منقول من نابور 24