فضاءات بلقطر الغربية

بلقطر الغربية

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عباس طاهر صالح
مسجــل منــــذ: 2012-06-26
مجموع النقط: 72.95
إعلانات


سنوات عجاف

إن الأزمات والظروف الصعبة التى تمر بها الأوطان تحتاج إلى سلوك استثنائى لمواجهتها ومصر الآن فى أسوأ ظروفها وتعيش سنوات عجاف أشد قسوة من التى مرت بها فى عهد نبى الله يوسف عليه السلام، فالسنوات العجاف فى عهد يوسف عليه السلام سبقتها سنوات من الرخاء استطاع من خلالها نبى الله مضاعفة الإنتاج وتقليل الاستهلاك لمواجهة الأخطار وكان ذلك سلوكا استثنائيا لم يكن يعتاد عليه المصريون أما السنوات العجاف التى تمر بها مصر الآن سبقتها سنوات من السرقة والنهب دمرت كل مقومات الوطن واليوم نحن نعيش على أشلاء وطن سرقت خيراته، وأنهكت قوته وما فعله السيسى برفع الدعم عن أسعار الطاقة هو أمر تبرره الظروف الاقتصادية التى تعيشها الدولة المصرية فإذا كنا كدولة نريد أن ننشد الرخاء علينا أن نواجه التحديات بكل الأساليب والأدوات التى تمكنا من ذلك حتى ولو كانت التكلفة الملقاة على عاتقنا باهظة مادام العائد الذى نبغاه سوف يتحقق على المدى الطويل.

وحتى يستعيد الوطن كل مقوماته من جديد فهذا يتطلب من الشعب المصرى الأصيل أن يتنازل لبعض الوقت عن جزء من طموحاته وأمنياته حتى نخرج بسلام من هذا الظرف التاريخى المؤلم الذى تمر به مصر وأوطاننا العربية بفعل مخططات أمريكية ويهودية تريد تدميره أعلم يقينا أن فقراء الشعب المصرى وطبقاته الوسطى هم دائما من يدفعون ضريبة الأزمات، وتلك ضريبة وطنيتهم وهم أكثرنا وطنية وحبا لهذا البلد ولكنهم قد عانوا كثيرا ولم يعد لديهم طاقة على الاحتمال خاصة أنهم يتحملون ما يطلب منهم أوقات القحط ولا يحصدون المغانم أوقات الرخاء ودائما ما يرضون بفتات العيش والستر فى وقت يعيش فية من سرقوا خيرات وثروات الوطن حالة من الفجور الاجتماعى لا ترضى الله.

إن الكثير منا بخبرته الضئيلة ومعلوماته القليلة قد وضع تصورات عديدة للخروج من الأزمة، كما أن الخبراء والمتخصصين فى كافة المجالات قدموا حلولا كثيرة لذلك وكلها تصورات وحلول جديرة بالاحترام وسهلة التطبيق والسؤال لماذا لا تفكر الحكومة فى تطبيقها أعتقد أن السبب فى ذلك هو الضغوط الخارجية وتوجهات المجتمع الدولى الذى يفرض إرادته على كل شعوب العالم النامى بما يملكه من قوة ونفوذ ويد غليظة فى غير الحق ومؤسسات تخدم توجهاته وكلها أدوات ضغط لا تجعل أمام الدول المنهارة اقتصاديا خيار آخر غير الاستجابة لها.

ولن تستطيع مصر وكل شعوب العالم النامى التخلص من هذه القيود إلا بامتلاكنا لأدوات القوة بالتوجه نحو التصنيع فى كل المجالات ولنا فى الصين وسنغافورة وكوريا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا كدول نامية استطاعت فك طلاسم العولمة وسعيها الخبيث مثلا وعبرة.

إن الدولة المصرية لديها ما يؤهلها لأن تخوض سباق التنافسية العالمية إذا استطاع شعبها التوحد نحو هدف التصينع بكفاءة والتصينع بمفهومة العام يشمل كل ما يتعلق بإنتاج الإنسان المادى والفكرى فى كافة القطاعات وهو ما يستوجب منا كشعب أن نتخلى كليا عن جوانب الاستهلاك الزائد عن الحد والذى يكلف الدولة والمواطن نفقات باهظة من النقد الأجنبى تثقل الميزان التجارى بالعجز وأن نتجه نحو الإنتاج الكثيف الموجه للتصدير لتكوين فائض ضخم من العملات الأجنبية نستعين به أوقات الأزمات فتلك أحد مصادر القوة التى نحتاجها لفك تبعات الخنوع للخارج فضلا عن ضرورة قيام الدولة بتحقيق العدل الاجتماعى والمساواة وفرض الأمن بالقوة والقانون فتلك أهم موجبات الاستقرار الاجتماعى والسياسى وأولى الخطوات الصحيحة نحو التنمية والرخاء.

وأخيرا أقول أن المفاهيم الحزبية المسيطرة على عقول الجميع لم تعد مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة كما كانت تنادى الثورات المصرية بل على العكس قد فرضت المفاهيم الأصولية نفسها مثل تطبيق الشريعة والتكفير وعبيد البيادة والإخوان الإرهابيين والانقلابين حتى صرنا فى صراع دائم ضد الوطن لا أحد يريد أن يفهم أو يسمع أو يناقش فكلنا نجادل بلا ثقافة ونردد بلا فهم ونتحدث بلا إنصات حتى أصبحت اللغة السائدة بيننا لغة سباب وتطاول فقد تشابهت لغتنا وإن أختلفت مفرادتها وكلها تدل على انحدار المفاهيم لا على رقيها وتناسى الجميع أننا جمعيا نبحر فى سفينة واحدة أن غرقت فلن ينجو منها أحد وإن وصلت إلى بر الأمان فكلنا سالمون .
إن استمرار اللغة المصرية بهذا الوضع يعنى استحالة استقرار الأوضاع الاقتصادية للبلاد ويعنى أيضاً استمرار معاناة الشعب الذى ظلم كثيرا وأن عدم المبادرة إلى حلول جزئية وإجراءات استثنائية يتحملها الجميع يعنى استفحال هذا الركود وتفاقم انعكاساته الاجتماعية على الفئات الفقيرة والمتوسطة التى لم يبقَ لديها ما تواجه به الصعوبات المعيشية وارتفاع الأسعار فنهاية مرحلة الركود الاقتصادى مرتبطة بوقف نزيف الفوضى الحزبية وتغير المفاهيم السلبية لدى الجميع اللهم أنى قد بلغت اللهم فاشهد.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة