العالم المصرى الدكتور/ ابراهيم حلمى عبد الرحمن
العالم المصرى العالمى أ.د./ إبراهيم حلمي عبد الرحمن
من مواليد قرية كفر الولجا التابعة لمركز كفر شكر محافظة القليوبية أبن المرحوم الشيخ /على على عبد الرحمن هلبة عمدة القرية . وكان رحمه الله من اوائل الجمهورية فى جميع مراحل التعليم حتى انهى دراسة علم الذرة والفلك فى رسالة اول دكتوراه ثم حصل على اكثر من دكتوراه فى العلوم الأقتصادية . أخوته. المستشار/ عبد العال عبد الرحمن المحامى العام الأول - المهندس/على كامل وكيل وزارة الأشغال والطرق - اللواء دكتور بشرى/أحمد عادل عبد الرحمن .
أعماله
عين أول سكرتير عام لمجلس الوزراء عام 1956 بعد قيام ثورة يوليوا وهو اول من عمل محضر أعمال لأجتماعات مجلس الوزراء المصرى . ثم أخذ يتطور فكره فى اعداد خطة خمسية لجمهورية مصر العربية للنهوض بمصر . ونالت تلك الخطة اعجاب كبار الأقتصاديين العالمين والمصريين وهو اول من فكر فى انشاء الطاقة الذرية فى مصر ثم أنشاء المركز القومى للبحوث .
رحمه الله فكر فى أنشاء وزارة التخطيط القومى والمتابعة فى مصر .وقد ساهم العالم الدكتور/ ابراهيم حلمى ايضا فى انشاء معهد التخطيط القومى . وعندما انتقل رحمه الله للعمل فى الأمم المتحدة كخبيرا بها ساهم ايضا فى انشاء هيئة الطاقة الذرية الدولية .التابعة للأمم المتحدة .
مؤسس وأول مدير تنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في فيينا وله صورة زيتية ضخمة تتصدر مدخل تلك المنظمة، اعترافًا بفضل الرجل واحترامًا لمكانته العلميه و الدوليه.
العالم المصرى د. أبراهيم جلمى عبد الرحمن
بقلم د. مصطفى الفقى ?/ ?/ ???? جريدة المصرى اليوم
لابد أن أعترف للرئيس الراحل «أنور السادات» بالحصافة فى اختيار وزراء عهده، فلقد استوزر عددًا من الرموز الوطنية، ومنهم مختلفون عنه فى الرؤية والتوجه، فظهرت أسماء مثل الدكتور «الإمام»، ود. «إسماعيل صبرى عبدالله» ود.«فؤاد مرسى»، ود.«عبدالمعبود الجبيلى»، وكان منهم أيضًا العالم المصرى الكبير الدكتور «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، فالسادات - رحمه الله - انتقى عددًا من الكفاءات بغض النظر عن الانتماءات، فكان حوله يساريون وقوميون وناصريون، بل مَن يتعاطفون مع «جماعة الإخوان» أيضًا!
وأعود الآن إلى الدكتور «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، ذلك الرجل الفذ وصاحب الشخصية الموسوعية المستنيرة، الذى ربطتنى به صلةٌ مستمرة حتى رحيله، بعد أن أصبحت حركته الجسدية محدودة فى سنوات عمره الأخيرة، بسبب ثقل الوزن وضعف الركبتين وعدم القدرة على المشى بسهولة، ولقد التقيت أول مرة به فى المؤتمر السنوى لجماعة خريجى معهد الإدارة العليا، الذى كان يعقد بانتظام فى مدينة «الإسكندرية» على امتداد سنوات الثمانينيات والتسعينيات، حتى فَتُر الحماس له نسبياً بسبب قضية لحقت بالرئيس الراحل لذلك المؤتمر العام،
وكان يضم سنوياً كوكبة من العلماء والمفكرين وكبار المثقفين، وقد همس فى أذنى ذات مساء شتوى بارد فى أواخر الثمانينيات ذلك الأستاذ الكبير قائلاً لى: «إننى أريد أن تجمع مقالاتك التى أتابعها بحماس واهتمام فى كتبٍ تضم أفكارك وتجمع شتات ما تكتب»، وبدت لى النصيحة براقة واعتبرتها تكريمًا لى عندما تأتينى من شخصٍ بحجم «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، وأذكر أن ذلك الحديث كان فى القطار العائد من «الإسكندرية» إلى «القاهرة»، وكانت تصحبه زوجته ورفيقة عمره،
وعندما عينت سفيرًا لمصر فى «النمسا» وبدأت تقديم أوراق اعتمادى لدى المنظمات الدولية فى «فيينا»، وجدت اسم «إبراهيم حلمى عبدالرحمن» يتردد فى كل الأروقة والمنتديات، فهو جزء فاعل من تاريخ التأسيس فى السنوات الأولى للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو أيضًا المؤسس الأول لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، حتى إن صورة زيتية ضخمة تتصدر مدخل تلك المنظمة، اعترافًا بفضل الرجل واحترامًا لمكانته،
ولا أصف للقارئ ذلك الشعور بالنشوة الوطنية والزهو القومى كلما رأيت تلك الصورة الكبيرة المنفردة وسمعت عن ذلك الرجل العظيم، الذى كانت تربطنى به علاقة التلميذ بأستاذه العالمى المرموق، وزاد من شعورى بالفخر أيضًا وأنا سفيرٌ فى «فيينا»، أننى كلما دخلت منظمة صندوق «الأوبك» وجدت صورةً لمصرى آخر اكتسب احترام الجميع أيضاً وهو القانونى الدولى الراحل د. «إبراهيم شحاتة»، مؤسس تلك المنظمة التمويلية الباقية،
وهكذا تجد من «مصر» كواكب ترصِّع سماء الدنيا فى جميع المجالات، وكنت أجلس كثيراً أستمع إلى الأستاذ الدكتور «محمد الحلفاوى»، كبير الجالية المصرية فى النمسا والعالم المعروف، خريج كلية العلوم أيضًا، وهو والد الفنان المتميز «نبيل الحلفاوى»، وكان ذلك الرجل دمث الخلق يحكى لى عن كوكبةٍ من رفاق العمر، يخص فى مقدمتهم الأساتذة: «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، و«مصطفى طلبة» و«عبدالفتاح القصاص»، وغيرهم من علماء مصر الكبار، وعند مغادرتى نهائيًا العاصمة النمساوية، أهدانى الدكتور «الحلفاوى» مجلدًا ضخمًا باللغة الإنجليزية،
يضم أهم أحداث وشخصيات القرن العشرين، خصوصًا أن انتهاء مهمتى فى العاصمة النمساوية كان فى الربع الأخير من عام ????، والقرن الماضى يلملم أوراقه ويودع البشرية كلها.. وعودة أخرى إلى «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، الذى دعم «ثورة يوليو» منذ سنواتها الأولى بعلمه وخبرته فى مجلسى «الإنتاج» و«الخدمات»، وأسهم بجهدٍ كبير فى تطوير البحث العلمى فى سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى،
كما كان مبعوثًا متألقًا لمصر فى العديد من المؤتمرات المتخصصة للأمم المتحدة فى مجالات الصناعة والطاقة والبحث العلمى.. إنه «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، الذى نذر حياته لخدمة وطنه وتلاميذه، وتواصل عطاؤه دون انقطاع، منتميًا إلى جيلٍ، بدأ آخر رموزه رحلة العودة الأبدية، منهم «محمود أمين العالم» و«عبدالعظيم أنيس» وغيرهما من علماء مصر ومفكريها.. وكم كان «إبراهيم حلمى عبدالرحمن» يتمنى الخير لهذا الوطن، ويضع على أجندته اليومية حتى آخر السنوات التى سبقت رحيله هم الوطن وثقل الشأن العام!
إننى أقول للأجيال الجديدة إن «مصر» بلدٌ منجب متصل العطاء، لديه ذخيرةٌ بشرية ينفرد بها متميزاً عن كثيرٍ من دول المنطقة، لذلك يجب ألا نسمح لمناخ الإحباط بأن يؤدى إلى حالة تعقيمٍ للشخصية المصرية وإطفاء لذكائها المتوهج.. رحم الله «إبراهيم حلمى عبدالرحمن»، الذى أثبت دائمًا أن العلم لا وطن له ولا جنسية، ولكن للعلماء انتماءاتهم الفكرية وارتباطاتهم الوطنية ومشاعرهم الإنسانية.