تسوية الصفوف في الصلاة
- عن أنس رضي الله عنه قال:أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه فقال: " أقيموا صفوفكم، وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري ".
- معنى الحديث:
يقول أنس رضي الله عنه " أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم " أي عدلوها تعديلا كاملا " وتراصوا "، أي تلاصقوا، لأن التراص إنما يكون باتصال المصلين، وشدة محاذاتهم كما في رواية أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " سووا صفوفكم وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل، فإن الشيطان يدخل بينكم "، وفي رواية أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده أني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنه الحذف " بفتح الحاء أي صغار الغنم " فأني أراكم من وراء ظهري " أي أشاهد أفعالكم.
ويستفاد منه ما يأتي:
أولا: مشروعية إقبال الإمام على المصلين قبل تكبيرة الإحرام، وأمرهم بتسوية الصفوف، والإشراف عليهم. ثانيا: مشروعية تسوية الصفوف، وهي سنة عند الجمهور، واجبة عند الظاهرية لأمره - صلى الله عليه وسلم - بها، والأصل في الأمر الوجوب، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أو ليخالفن الله بين وجوهكم " وهذا الوعيد لا يترتب إلا على ترك واجب. الحديث: أخرجه البخاري. والمطابقة: في قوله: " فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
منار القاري في شرح مختصر البخاري
كتاب مواقيت الصلاة
باب "إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف "