يومها كانت البلدة صبارا واشجارا .
يومها كان الشباب وكانت الحياة طبيعية هادئة مريحة .يومها كانت الاخوة الحقيقية والعلاقة الاجتماعية الصافية .كانت هذه المعالم التي اتى عليها الدهر ولا زال يفعل بها افاعيله .انني اردت ابرازها كمميزات طبعت حياتنا وعشنا معها كما عاش الابناء بين الاباء في محبة ووئام .لكن الحياة الدنيا لا تبات لها . اين العلاقات الاسرية .اين المروءة .اين الاخوة .اين الرجال الذين سبقونا .اين بيهي ولالة مانه - اين اولاد با التامي -اين اولاد با حم -اين اولاد الناصري -اين اولاد القايد - اين اولاد الشيخ -اين بزيبزة ولمعلم الشهيد واحمد الطويل وخضرة العينين واولاد لحميتية - وقايه السباري-وبلعالية - والزوين ولد زيدان .وسعيد العطار- وكبور العليوي -والسطاهر كانكا -واولاد الهاشمي السلماني -واولاد الرباطي - واولاد سيدي حيدا بلبهالي -وووووووووووو .يومها كانت البيادر ملاى وحوافر الخيل والبغال لا تتوقف الا ليلا . كانت الحياة حلوة بخبزة الذرة وفناجين الشاي .كانت الحياة حلوة بمنظر الحيوانات وهي مصطفة على بئر الحيمر وبئر الصياري تنتظر دورها لتنال شربة ماء قد تعكرها عليها علقة اوينال اصحابها لسعة زنبور .يالها من صور رائعة جهلها ابناء الحداثة .ابناء الكاشير والنعجة وارما عفوا الشاورما .والبيدزا .من سيحكي لهذا الجيل حياة ابائهم واجدادهم .من سيؤرخ لهذا الولي الصالح وللطقوس التي عشناها والتي انقرضت .ان جمعيات المجتمع المدني هي التي ستلعب الدور .هي التي ستربط الماضي بالحاضر .هي التي ستنمي الشخصية البركيوية وستعرف بمجهودات المراة البدوية التي قاست ليحيا ابناؤها واحفادها الحياة التي تغرس جذور الوطنية في القلوب وترسم المستقبل الباسم على الوجوه .لقد حان الوقت في زمن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .حان الوقت لتتظافر الجهود كل من موقعه وامكاناته للاسهام في النهضة الشاملة للمنطقة بعيدا عن القراءات الضيقة .نحن الان بين الستين والسبعين .نحن اجداد لم يبق لنا الا ان نرسم الطرق للاشتغال .والاخذ بيد الاطفال ونذكرهم ان جنانات الكرموس والكرم كانت هي كل شيئ .وزنبيلا والدشرة مقرونة بالخوف والجنون . والجطيوا اوسيدي بولتمار اضاية الخلايف والمعيدن مرعى وفلاحة مع اذراع الكرمات وبلاد ماشو وبلاد جان .منها ترى بلاد باي ولد جدام السجن المركزي اليوم لمول البركي .الفرفارة وبير الشيخ وسانية لالة عقيدة العدالات والبتيات لغة السقاية ينبغي ان تحفظ لانها لغة التراث.
×××××