توما الحكيم
يظن الغمر أن الكتب تهدى * أخا فهم لإدراك العلوم
وما يدرى الجهول بأن فيها * غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ * ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى * تصير أضل من "توما الحكيم "
أبو حيان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توما الحكيم :
هو طبيب ، ذكر في بعض المصادر التاريخية ويضرب به المثل في الجهل.
كان أبوه طبيبا وبعد وفاته ورث كتب أبيه وبدأ يشتغل بها. وكان يقرأ: «الحبة السوداء شفاء مِن كلّ داء» ، غير أن النسخة التي قراها كان فيها خطا املائي بسيط ، حيث استبدلت كلمة «الحبة» بـ «الحية» فقراها «الحية السوداء شفاء مِن كلّ داء» ، وقيل أنه ذهب يبحث عن حية سوداء فلدغته فـمات . وفي رواية قيل أنه تسبب بموت خَلق كثير.
جاء في الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني :
توما بن إبراهيم الطبيب الشوبكي علم الدين كان عارفاً بالطب وله اختصار مسائل حنين , وكان من أطباء السلطان ، وكأنه الذي عناه من قال: قال حمار الحكيم توما ....إلخ.
ومات في رجب سنة 724 هـ , وقد جاوز السبعين.
* وكان طبيبا ، ولكن تطبّبه مِن الكتب ، وقد وقع التصحيف في بعض كتبه ، فكان يقرأ: الحية السوداء شفاء مِن كلّ داء ، تصحّفت كلمة (حبّة ) إلى (حيّة) فمات بسبب تطُبّبه خَلق كثير.
( الدُرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة
لابن حجر العسقلاني 2/63)
* وقال أبو حيان النحوي المشهور:
يَظُنُّ الْغُمْر أَنَّ الْكُتْبَ تَهْدِي : أَخَا فَهْمٍ لإدراكِ الْعُلُومِ
وَمَا يَدْرِي الْجَهُولُ بأنَّ فِيْها : غوامضَ حَيَّرَتْ عَقْل الْفَهِيْمِ
إذَا رُمْتَ الْعُلْومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ : ضَلَلْتَ عَنِ الْصّراطِ الْمُسْتَقِيْمِ
وَتَلْتَبِسُ الأمورُ عَلَيْكَ حَتَّى : تَكونَ أَضَّلَ مِنْ تُوْمَا الْحَكِيْمِ
* وقال بعضهم:
قال حمار الحكيم توما * لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل جهل بسيط * وصاحبي جاهل جهل مركب
* ويذكر أن توما الحكيم هذا حث الناس بالتصدق ببناتهم علي غير المتزوجين صدقة لله , مثل ما يحثهم على التصدق بالدراهم للجائعين أو بالطعام للجائعين .
فيقال :
تصدق بالبنات على البنين : يريد بذاك جنات النعيم!!
* وفي تاج العروس للزبيدي قال : وبحماره يُضرب المثل .