( دع مايريبك إلى مالايريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة )
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـــــه وسلم وعلى صحابته أجمعــــــــــين..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
( دع مايريبك إلىمالايريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ) ...
...المؤمن دائماً يرضى بقدر الله فكله خير له , فإن حرمه من نعمة يدرك أنها لمصلحته , لأن هناك من يمنحه الله نعمة فتضره شر مضرة , فمن تصدر مثلاً قبل الأوان فإنه يتعرض للهوان , لأن التهيئة الربانية للمنتصر من المؤمنين يلزمها تنقية القلوب وتمحيص النفوس قبل أن يأتي النصر ,
حينما تتردد لحظة بين الخير والشر .. من تكون .. ؟! أتكون الإنسان الخير أم الشرير أم ما بينهمـــــــا ..؟! ان النفس لا تظهر منزلتها ولا تبدو حقيقتها إلا لحظـــة أن تستقر على اختيار وتمضى فيه باقتناع وعمد وإصرار ، وتتمادى فيه وتخلد إليه وتستريح وتجد ذاتها .
*** نعم أخي القارئ المحترم...إن السعادة الحقيقية تأتى من الثقة بالله وطالما أنك تكن الحب والسلام والنية الحسنة للجميع فأنك ستقوم ببناء أسس سعادتك لمدى الحياة .... بداخلنا كنوز لا نعرف مقدارها وكيف نتعامل معها وأى من العملات تحمل قبل أن نتعرف على أى عملة تحوى نفوسنا لابد أن نعرف أين مفاتيح الكنز؟.. الكل يحاول أن يبحث عن الكنز عند غيره يجرى ويمرح ويتغير ويحقد وينافق ويكذب، الكذب الشىء الذى يمنع الإنسان من أن يكتشف ذاته، فقد قال القائل وصدق: "جعلت الخبائث كلها فى بيت وجعل مفتاحها الكذب"، فالكذب يفقد الإنسان رؤيته الحقيقية إلى العالم، وإلى نفسه، وهو عين الظلام، وهو يشبه إلى حدّ كبير، وأن يجعل الإنسان نفسه فى زنزانة، ويغلق الأبواب لأنه لا يرى الحقائق كما هى. فالإنسان فى البداية يكذب على الناس، ولكنّه كما يكذب عليهم فإنه يكذب قبل ذلك على نفسه، وفى داخله تتغيّر صفة أساسية هى الاستقامة. ولذلك كانت الكذبة الأولى صعبة على الإنسان، فى حين أن الثانية والثالثة تكون أسهل عليه حتى يتعوّد على الكذب تماماً. ليسرق نجاح غيره. إن اكتشاف الذات هو الهدف، فلابد للإنسان أن يكتشف نفسه، ويغوص فى داخله، وأن لا يركّز نظره على ما حوله دائماً، بل عليه أن يرى ما فى داخل نفسه. فانظر أيّها الإنسان إلى نفسك، واكتشف خفاياها، ففيها كنوز عجيبة. ابحث عن الكنز بداخلك الذى حباك الله به، لكن البعض من الناس يعيشون- للأسف- فى سجون أنفسهم الضيّقة، رغم أنهم يعيشون فى هذا العالم الرحب، كنز الإنسان هو العقل البشرى وهو المعجزة التى يمتلكها كل إنسان يستطيع بها أن ينتج ويبتكر بل ويبدع، كنز الإنسان هو الرضا والقناعة بما قسم الله له، بداخل كل إنسان مخزون من القوة لا حدود له يتمثل فى قوة العقل والإبداع وهذا المخزون يستطيع أن يحقق السعادة, وقد وهب الله البشر ملكات متباينة وذلك للتكامل والتكافل بين البشر, فقد ميز الله الإنسان بالعقل المفكر المبدع وأمره بالعلم. قالى تعالى: (اقرأ باسم ربك الأعلى) بالعلم ترتقى الأمم فى الأخلاق، الفكر، والوصول للحقائق التى تعبر بالإنسان إلى أعلى درجات الرقى.. علينا الآن أن نكتشف ما بداخلنا ما الذى نملكه من ملكات فطرية أو مكتسبة.. ننبذ الغيرة والحقد ونسرد ما لدينا من إمكانيات ونحاول أن ننميها ونصقلها كى نتميز بها. يؤثر تقديرك لذاتك فى أسلوب حياتك، وطريقة تفكيرك، وفى عملك، وفى مشاعرك نحو الآخرين، وفى نجاحك وإنجاز أهدافك فى الحياة، فمع احترامك وتقديرك لذاتك تزداد الفاعلية والإنتاجية، ومن المهم أن نعرف أننا نستطيع أن نختار الطريق الذى نشعر معه بالثقة، ونستطيع من خلاله أن نعبر عن ذاتنا فعلينا بالصدق أولاً نكون صادقين مع أنفسنا لنحدد إمكانيتنا ونتأكد من أن الله خلقنا درجات سواء فى الذكاء أو التفكير.. إلخ فنحن لن نكون صورًا للآخرين. ابحث عن مواهبك وعززها، لا تقلد الآخرين بل أبرز شخصيتك، لا تسعى لإرضاء الآخرين على حساب ذاتك بل دعهم يقدرون ويحترمون إمكانياتك. الصوت المرتفع يجعلك قريبًا من الحيوانات، صوتك المرتفع سيفقدك الكثير من جاذبيتك وجمال روحك. علينا الآن أن نقف أمام مرآة ضمائرنا لنرى حقيقتنا لنعدل سلوكنا. علينا أن نحول الآمال والطموحات إلى أهداف لتصيب الهدف الأسمى الذى خلقنا من أجله وهو عبادة الله ونيل رضاه بدلاً من عبادة المنصب أو الوظيفة فالإنسان يتميز بأخلاقه، حبه للناس، حبه للخير.. بعد بيان الصورة كاملة ووضع الجدول الزمنى للحياة الحاقة.. يجب أن تأخذ قرارك للشعور بالمستقبل البعيد.. وفقنا الله جميعًا....لما فيه الخير لأمتنا العربية والاسلامية ، وجنبنا وإياكم الكذب وأهله يارب العالمين...وأكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آلـه وصحابته أجمعين وسلم تسليما ..