القدرة والإرادة ورد الفعل
هل هناك فارق بينهما؟ وما القدرة وما الإرادة وما العلاقة بينهما, هل هى ضرورية وهل يغنى أى منهما عن الآخر؟ هل يمتلك الإنسان القدرة والإرادة دون باقى المخلوقات, أسئلة كثيرة طرأت على العقل البشرى وتوصل إلى إجابات مقنعة ومؤكدة وعن تجارب استمرت أجيال وأجيال لدى بعض الأمم والشعوب ولم تستمر عند شعوب أخرى لديها ما لديها من مقومات القدرة والارادة, ربما بالقدر الذى لم يتح لغيرها من الأمم, كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...صدق الله العظيم.. إذن .. من نحن؟ هل نحن خير أمة؟ أم لأننا منتسبون إلى أمة القرآن! وكيف نكون خير أمة؟ وما علاقة خيرية الأمم بالقدرة والإرادة؟
الموضوع أبسط مما نتخيل، لكنه فى حاجة إلى عمل دؤوب حتى يتحقق, القدرة هى الطاقة الموجودة لدى الفرد فى الأسرة الواحدة, هى القدرة الكامنة فى النفس ومجموعها قدرات.. مهما كانت صغيرة أو بسيطة أو ضعيفة, إذا وضعناها بجوار بعضها أنتجت طاقة هائلة تظل معطلة ما لم يكن لدى الفرد إرادة, وهى الرغبة الكامنة والقوة المحركة الذاتية الدافعة إلى التغيير للأفضل, فلا طاقة ولا قدرة مجدية بغير إرادة, ليست كل إرادة تؤدى إلى خير، فالإرادة يجب أن تكون فاعلة وواعية للدور المناط بصاحبها أن يؤديه فى أسرته، وفى مجتمعه, تلك القوة المحركة التى يموج بها العقل الإنسانى يجب أن تنعكس على حياة الفرد وعلى حياة الأسرة بما فيه الخير, لكن إرادة الأفراد وقدرتهم تجنح دائمًا نحو الطموح الشخصى لتحقيق نقلة معينة ينتقل بها الفرد من مرحلة إلى أخرى مغايرة لما سبقها، مما يحقق للإنسان قدرًا من التطور, وهكذا نجد أن الإرادة مقترنة بالقدرة على الفعل, وليست كل إرادة واعية إلا أن قدرة الأمة على الفعل مرتبطة بإرادتها, على الفعل ورد الفعل الموازى لتحقيق المصلحة العامة، ولكن .. كيف تتحقق إرادة الدولة وهى كيان اعتبارى لا وجود له إلا فى الخيال, الدولة مفهوم قبل أن تكون مبانى ومنشآت, الدولة إرادة مجموعة القائمين عليها, لهم توجه معين وهوية, قد تصطبغ بصبغة دينية أو عسكرية أو مدنية أو ديمقراطية, وفى كل الحالات يسعى القائمون على الدولة إلى تأكيد هويتها كل يوم وكل لحظة تبعًا لكل موقف طارئ أو أزمة تمر بها أو ثورة من أجل التغيير.
وهى فعل فى حاجة أيضًا إلى إرادة , وهى إما أن تكون إرادة فرد أو إرادة شعب.. كالانتفاضة والتعبير عن الثورة، وإما ن تكون إرادة أمة بكل أطيافها لتحقيق التقدم نحو غد أفضل, قدرة + إرادة +عمل دؤوب= تطور.