لماذا لم يشارك بعض الشباب فى هذه الانتخابات؟
انتهت مصر من عرس ديمقراطى فريد، خرجت فيه أغلب طوائف الشعب المصرى، معبرةً هى عما اتخذته من قرارات انتخابية، وطامحةً فى تحقيق مصيرٍ يُعلى من شأن الوطن، ويحقق الرفعة المرجوة للبلاد.
كان هناك إقبال كثيف بعض الشىء فى صباح اليوم الأول، ثم إقبال متوسط فى فترة الظهيرة، ثم إقبال كثيف فى الفترة المسائية، وفى اليوم الثانى كان هناك إقبال ضئيل تجاوزاً فى الصباح وفى فترة الظهيرة، ثم إقبال كثيف فى الفترة المسائية، وفى اليوم الثالث كان الإقبال كثيفاً فى الصباح وفى الظهيرة ثم ضئيلاً فى الفترة المسائية.
خرجت كل طوائف الشعب المصرى، من عمال وفلاحين والدورٌ الذى لا يُغفل للمرأة المصرية والفتاة المصرية أيضاً، فقد كانت طوابير المرأة المصرية مهولة وتعكس تمدناً وحضارة ونظاماً، والرجل المصرى خرج أيضاً، فقد خرج كبار السن، ولكى أكون أكثر دقة خرج أغلب من هم فوق الأربعين من العمر.
وعلى صعيدٍ آخر خرج بعض الشباب لتأدية الواجب الوطنى، ولكن ليس أغلب الشباب، مما يجعنا نسأل هنا سؤلاً مهماً: لماذا لم يشارك الشباب فى هذه الانتخابات؟
وأنا هنا سأتحدث كشاب مصرى، محاطٌ بفئة شبابية، استشعر نبضها، وأعرف تفكيرها جيداً، وأود أن أتحدث بصدق شديد، حتى أنقل ما يدور فى عقل شبابنا تجاه الانتخابات للقيادات حتى لا تكون هى فى وادٍ والشباب فى وادٍ آخر.
الشباب المصرى مل من الحياة السياسية التى ليس بها أى جديدٍ، بدايةً من أحلامه فى ثورة يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، لتنقلب تلك الأحلام إلى كوابيس وصراعات سياسية على الكرسى والسلطة، الشباب لا يرى تغييراً حقيقياً يحدث على أرض الواقع، وجيل الشباب هذا هو جيل السرعة وليس جيل الصبر والجلد كالجيل السابق.
فالشباب فى مصر يؤمن بأن مصر تستطيع التقدم فى عدة أشهر محدودة وليست عدة قرون كما يعتقد الجيل الذى يسبقنا، الشباب يرى أن ذهابه إلى الانتخابات هو فقط مجرد مضيعة للوقت لأنه يعتقد أنه لن يتأتى جديداً، فلو وقف فى الطوابير لن تتقدم الدولة ولو لم يقف لن تتأخر الدولة، وهو فى نفس الوقت لا ينظر إلى أشخاص المرشحين، ولكن ينظر للدولة ومدى النهوض بها أو العكس.
ولكن هناك سؤالٌ آخر مهم وهو: كيف تستطيع الدولة جذب الشباب للمشاركة لاحقاً فى كافة الانتخابات القادمة؟
والجواب ببساطة للغاية: على الدولة أن تُحدث تغييراً حقيقياً للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل مصر، وتستهدف الشباب العاطل الذى لا يرى أملاً فى مستقبل الحياة ككل، فما بالنا فى برأيه فى مستقبل الحياة السياسية؟؟؟
هنا فقط ستجدون الشباب هم أول المشاركين فى كل انتخابات تمر على مصر فى المستقبل، وسيُدهش العالم أجمع بنتائج تصويتيه حقيقية تعكس واقع حقيقى للإرادة المصرية ككل.