نعيب زماننا والعيب فينا
كلنا نتمنى أن تصبح مصر أفضل وأعظم دولة.. يعيش فيها أبناؤها بسعادة.. يفتخر كل منا بأنه مصرى وينتمى إلى هذه الأرض الطيبة ويسعد ويهنأ بالعيش بها، ولكن كل هذه أمنيات.. هل يتحقق هذا بالأمنيات، هل اتخذنا أى خطوة لفعل ذلك؟!.
قمنا بثورة 25 يناير التى شهد لها العالم أجمع.. ثورة ضد الظلم والاستبداد والتردى الاجتماعى والاقتصادى الذى كنا نعيشه وتلتها أيضا ثورة 30 يونيو عندما نزل الشعب المصرى بكل طوائفه ليقول ويعبر عن رأيه مرة أخرى ويقول إنه لا يرضى عما آلت إليه الأوضاع فى البلاد فى تلك الفترة، وأن ما أصبحت فيه الدولة ليس هو المنشود من ثورتهم التى قامت للقضاء على الظلم وللنهوض بهذه الدولة وبشعبها الذى يستحق الأفضل.
ونحن الآن على أعتاب اختيار رئيس الجمهورية -ليصبح الرئيس المنتخب بعد ثورة 30 يونيو-، كل هذه الخطوات مهمة لتحقيق أمنيتنا فى أن تصبح مصر من أفضل الدول ولكن هل هذا كاف؟!.
بالطبع هذا غير كاف فالخطوة الأهم والتى بدونها لن تتحرك مصرنا إلى الأمام ولن يشعر أحد بأن شيئا قد تغير، هى (أن نتغير نحن).. أن نبدأ بأنفسنا.. كل منا يبدأ بنفسه يغير من نفسه. فلن يشعر أحد بأى تغير حتى يتغير كل منا.. يتغير سلوكنا، وتتغير طباعنا، ونعود لضمائرنا التى أعطيناها - إجازة مفتوحة -، فالموظف فى عمله يتقى الله ويحلل رزقه وألا نرتكن إلى الروتين الذى جعلنا دولة متأخرة، ويتغير سلوك المسئول أيا كان المسئول، سواء كان مديرا فى جهة أو مؤسسة أو حتى مسئول عن مجموعة من الأفراد يتغير بألا يستقوى الرئيس على مرؤسيه، وأن تكون العلاقة بينهم قائمة على الاحترام والمحبة لا على التودد و( مسح الجوخ)، وأن يعطى كل مجتهد حقه، وأن تنتهى الوساطة والمحسوبية، وأن ينتهى الظلم والغش.
"نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.. وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا "صدق بقوله الإمام الشافعى رحمة الله عليه بهذه الكلمات..فمهما حاولنا التغير للأفضل بدون أن نغير من أنفسنا فلن يتغير شىء، مهما قمنا بثورات ومهما تظاهرنا ومهما اعتصمنا وأضربنا، فمصرنا لن تتغير إلا إذا تغيرنا نحن، وتغير سلوكنا وتغيرت طباعنا، ونطبق المبادئ التى تعلمناها فى صغرنا، ونحترم بعضنا بعضا.. ونساعد المحتاج.. ونتجه إلى الله ونتقرب منه.. ونبتعد عن الكذب والغش.. ونعطى كل ذى حق حقه.. ولا نستحل دم بعضنا البعض من أجل ملذات الدنيا الفانية.. حتى نهنأ فى مصرنا ونرتقى بها لنكون فعلا شعب الحضارة الذى يغير نظرة العالم للعرب فنحن أيها المصريين الأمل والدرع الباقى للعرب والدول العربية.
رسالة أتوجه بها لكل مصرى ولكل من يقرأ هذه السطور لكل من يأمل فى حياة ومستقبل أفضل فى مصرنا الحبيبة.. فلنغير من أنفسنا ولنعلى من شأننا وشأن هذا البلد ولا ننتظر أن يغيرنا أحد.. لأن هذا هو قدرنا المحتوم ولكن نحن المغيبون عن ذلك.