فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


سنة النوم المبكر

مـن دلائـل الإعـجـــــــــاز

النوم المبكر

إنّ الذي يقرأُ كلامَ اللهِ، ويقرأُ السنةَ النبويةَ المطهرةَ يستنبِطُ من خلالِ آياتٍ عدّةٍ، ومن خلالِ أحاديثَ عدةٍ، أنّ اللهَ عز وجل ونبيَّه الكريمَ يرغِّبون بالنومِ باكراً، والاستيقاظِ باكراً، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً} [النبأ: 9] ، وقال تعالى: {وَقُرْآنَ الفجر إِنَّ قُرْآنَ الفجر كَانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78] .


وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا".
وعَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيَها".


وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "جَدَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ، يَعْنِي زَجَرَنَا"، ولكن يجوز السهر لطلب العلم، فقد قال البخاري في صحيحه: باب السمر في العلم، وساق أحاديث على ذلك.
أمّا أنْ تسهرَ لغيرِ طلبِ العلمِ فهذا ليس مِن السنةِ النبويةِ المطهرةِ، لا تجتمعوا بعد صلاةِ العشاءِ إلا لطلبِ العلمِ، كأنَّ النبيَّ عليه الصلاةُ والسلامُ يريدُنا أنْ ننامَ باكراً، وأنْ نستيقظَ باكراً، واللهُ سبحانه وتعالى يقول: {وَقُرْآنَ الفجر} وفي بعضِ تفسيراتِ هذه الآيةِ، يعني القرآنَ الذي تتلوه في صلاةِ الفجرِ، {إِنَّ قُرْآنَ الفجر كَانَ مَشْهُوداً} .


يقرِّرُ العلماءُ أنّ أعلى نسبةٍ لغازِ الأوزونِ تكون عندَ الفجرِ، وهذه النسبةُ تَقِلًُّ تدريجيّاً حتَّى تضمحلَّ عندَ طلوعِ الشمسِ، أمَّا تأثيرُ هذه الغازِ - غازِ الأوزونِ - فهو تأثيرٌ مفيدٌ جداً للجهازِ العصبيِّ، ومنشِّطٌ جداً للعملِ الفكريِّ والعضليِّ، فمن بَقِيَ في فراشِه، واستيقظَ بعدَ الشمسِ شَعَرَ طوالَ اليومِ بانهيار القُوى، هذه الحقيقةُ الأولى.


شيءٌ آخرُ، نسبةُ الأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ تكونُ أكبرَ عندَ الشروقِ منها حين ترتفعُ الشمسُ في كبدِ السماءِ، وهذه الأشعةُ فوقَ البنفسجيةِ هي التي تحرِّضُ الجلدَ على صنعِ الفيتامينِ (د) ، والفتيامين (د) هو وحده الذي يثبِّتُ الكلسَ في العظامِ، فإنّ هشاشةَ العظامِ، وسرعةَ انكسارِها، وضعفَ البنيةِ العظميةِ سببُها النومُ إلى ما بعدَ طلوعِ الشمسِ.
ثالثاً: الاستيقاظُ الباكرُ يمنعُ النومَ المديدَ، فإنّ ثماني ساعاتٍ مِنَ النوم المتَّصِلِ تُضعِفُ نشاطَ الجسمِ إلى أدنى حدٍّ، ويقل عددُ نبضاتِ القلبِ إلى أدنى حدٍّ، ويجري الدم بطيئاً في الشرايينِ، وعندئذٍ تترسَّبُ الموادُّ الدّهنيةُ في جدرانِ الشرايينِ، وهذا الذي يسبِّبُ ضيقَها، كما يُسبِّب ذلك الذبحةَ الصدريةَ ... إنه النومُ المديدُ، وإنّ الاستيقاظَ إلى صلاةِ الفجرِ يمنعُ النومَ المديدَ، فإن كان ولا بدّ فاجعلِ النومَ على دفعتين؛ قبلَ الصلاةِ وبعد طلوع الشمس.


شيء آخر، في الجسمِ مادّةٌ تزيدُ الفعالياتِ كلّها في الجسمِ، وترفعُ مستوى استقلاباتِه، وتزيدُ نسبةَ السكرِ في الدمِ، هذه المادةُ تبلغُ أعلى درجةٍ عند الفجرِ، وهذه المادةُ اسمُها الكورتيزول، وهي موجودةٌ في الإنسانِ، وفوقَ هذا وذاك تزيدُ الفعاليةَ العامّةَ للأجهزةِ، والأعضاءِ في الإنسانِ، هذه تبلغ نسبتها اثنتين وعشرين درجة عند الفجر، وتقلُّ إلى سبعِ درجات.
هذه بعضُ الحقائقِ التي تدعِّمُ أنّ هذا الكتابَ الكريمَ، وتلك السنَّةَ الشريفة؛ مِن قِبَلِ الله تعالى وحدَه .


موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
د : محمد راتب النابلسي


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة