طفى النور يا حكومة ?
تفهمنا مناشدة وزارة الكهرباء والطاقة للمواطنين بتخفيف استهلاك الكهرباء، وتقبلنا بصدر رحب الانقطاع المتكرر بحجة تخفيف الأحمال عن بعض مناطق الجمهورية بالتناوب والتمسنا العذر للحكومة عن عدم قدرتها لتشغيل محطات الكهرباء، نظرا لنقص إمددات الغاز ووسائل الطاقة الأخرى، وذلك رغم معاناتنا المستمرة مع قدوم فصل الصيف وبدء موسم الامتحانات، والارتفاع التدريجى والمستمر فى درجات الحرارة، وقمنا بترشيد استخدامنا من الأجهزة المنزلية كثيفة الاستهلاك، وذلك خلال فترات الذروة، وتكلفنا ماديا بتحويل اللمبات العادية إلى الموفرة كمشاركة إيجابية منا ووقوفنا بجانب أجهزة الدولة، وكذلك تحملنا معاناة السير فى شوارع مظلمة ليلا لتوفير الكهرباء فى تلك الظروف العصيبة، التى نمر بها جميعا، وقلنا سمعا وطاعة لكل التعليمات والإرشادات، بل وتحمسنا لانطلاق الحملة المسماه بـ«المعقول» والتى أطلقها وزير الكهرباء لترشيد استخدامات الطاقة، ولكن صباح الأسبوع الماضى، وأنا فى طريقى فى شارع المطار الرئيسى بمدينة الغردقة، وقبل بوابة المطار مباشرة وجدت كل أعمدة الإنارة مضاءة.
وأكملت السير ووجدت معظمها مضاءة نهارا أمام القرى السياحية وحتى مركز سهل حشيش السياحى فى محيط يتعدى الـ15 كيلو مترا مربعا، وفى إهدار واضح للمال العام وتكاسل ولا مبالاة من المسئولين.
وقمت بالاتصال بشكاوى الكهرباء والذين تكرموا وأفادوا بأن مسئولية إنارة الأعمدة من اختصاص مجلس المدينة، وأنهم غير مسئولين.
وقمت بالاتصال بمجلس المدينة ولم يرد أحد، وكالعادة لا حياة لمن تنادى، وحتى تاريخ كتابة هذا المقال ما زال الكثير من أعمدة الإنارة بشوارع مدينة الغردقة، تطفأ ليلا وتتحول معها الطرق إلى ظلام دامس وتضاء نهارا فى مشهد مأساوى، ولا يسعنى القول غير حسبى الله ونعم الوكيل فمن يقصر فى عمله أو فى من يسرق التيار الكهربائى، وأطالب المسئولين بمراعاة ضميرهم والنزول للشوارع وعمل الدوريات اللازمة وخطط الصيانة الواجبة لوقف نزيف إهدار المال العام.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.