حتى يكونوا قوة الأمة وعماد نهضتها
إن الشباب هم قوة الأمة وعماد نهضتها، ومبعث عزتها وكرامتها، وهم رأس مالها وعدة مستقبلها، هم ذخرها الثمين وأساسها المتين، عزهم عزنا، وضعفهم ضعفنا، وخسارتهم خسارتنا؛ فدورهم فى الحياة دور عظيم جدًّا، ومن يطالع سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) يجد أن معظم أصحابه كانوا شباباً، وكثير من أتباعه (عليه الصلاة والسلام) كانوا من الفتية، أصحاب الهمم العلية، والنفوس الزكية، الذين زعزع الله بهم عروش كسرى وقيصر؛ فأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومما يجدر ذكره الدور المطلوب من الشباب فى الحفاظ على مكتسبات وطنهم، وأن لا يكونوا آلة تخريب أو إفساد ووسيلة للإتلاف مثلما يفعل شباب الإخوان، بل يجب أن نعلم أن البركة والأمل فى الشباب, لذا لا نلام عندما نهملهم ونستصغر إمكانياتهم ونحتقر قدراتهم وخبراتهم أن تهرم مجتمعاتنا وتنحط مبادئنا وتصدى عقولنا ويهزأ بنا الآخرون.
يكاد يتفق معى كل الحكماء أن الشباب هم العقل المدبر والقيادات المحنكة لكل حياتنا ومؤسساتنا، إذا ما احترمنا آراءهم وعلمناهم البناء الصحيح والمتقن, ومزجنا حكمة الكبار بهمة الشباب من دون التقليل من شأنهم أو من أفكارهم وقدراتهم، فمن المهم أن نضع لهم اللبِنات الأولى فى الجدار، وأن ندربهم التدريب المناسب، ليتابعوا البناء بعد ذلك على أساس سليم, ومهم أيضاً أن نبقى إلى جانبهم فى بداية الطريق، ونشرف عليهم ونرعاهم حتى يشتد ساعدهم، لا أن نتركهم وحدهم، نثم نأتى لنوبخهم على أعمالهم فى نهاية النهار، لأننا بذلك نكون قد قضينا على مواهبهم وإبداعاتهم وعلى طموحاتهم وأحلامهم دفعة واحدة.
كثيراً ما نجد أن هناك حلقة مفقودة بين الكبار والشباب، فبدلاً من أن يكون هناك لقاء وتعاون بين الجيلين، نجد صراعاً بينهما، ومن وجهة نظرى أن السبب الرئيسى فى ذلك هو غياب الحوار والنقاش وتبادل الآراء ووجهات النظر، وهذا كله يؤدى بالنتيجة إلى تباعد كبير بين الجيلين، ويزيد الهوة بينهما، ليتهم يكونون رأب صدع لا معول هدم والاعتراف بدور الشباب فى إدارة البلاد وتحسين الأوضاع والإقرار بأنه صاحب المستقبل وصانع القرار حقيقة لم تتجاوز التصريحات، هو كلام فى الواقع يبشر بكل خير ودليل على وعى، ولكنه يبقى كلاما جميلا تطبيقه مستحيل.
فنجد الشاب مغيبا على المشاركة فى قيادة المنظمات الكبرى والأحزاب وحتى المشاركة فى حكم البلاد، وتفتخر الأحزاب السياسية خصوصا بالإقبال الشبابى وتشجع عليه بالدعاية فقط دون اهتمام ورعاية حقيقية تدفع به إلى الأمام, فهو الذى جرح واستشهد وجاب الشوارع بكل شجاعة ليحقق النصر.