الرقابة الغائبة
يظن الكثير من الناس أن الرقابة على الإعلام يجب أن تكون فقط على الأفلام والمسلسلات التى تقدم فى دور السينما والتليفزيون، ولكن فى الآونة الأخيرة وجدنا أن هناك انفلاتًا فى المواد المقدمة من خلال الإعلانات، وخاصة المرئى منها.
لا أعرف لماذا يظن مصممو الإعلانات أن الترويج للسلع والخدمات يجب أن يتم عن طريق الأغانى الهابطة والإكثار من الصخب والإثارة دون النظر إلى المادة الإعلانية أو نوع السلعة أو الخدمة المراد الإعلان عنها؟
الكثير من الإعلانات تبعد كل البعد عن الهدف من الإعلان، ألا وهو ترسيخ اسم السلعة أو الخدمة فى ذهن المتلقى، فلماذا هذا الكم من الأغانى المبتذلة، التى تقدم داخل الإعلانات التى من شأنها الهبوط بالذوق العام!
وأخطر ما فى الإعلانات أنها تعلن عن سلع وخدمات، والسؤال الذى نطرحه الآن هو هل تخضع السلع والخدمات المعلن عنها لرقابة الجودة؟ الإعلام الجيد هو الذى يحترم عقلية المتلقى، وفى هذا الصدد سوف يتحدث البعض عن كون الإعلانات وسيلة لتحقيق الأرباح دون النظر إلى جودة أو رداءة السلعة أو الخدمة المعلن عنها، وهذا هو الخطأ الجسيم، فيجب أن يكون الإعلان هو الضامن للسلعة المعلن عنها، فيصبح الإعلان هو وسيلة المستهلك للتأكد من جودتها قبل الإقبال على شرائها، وهذا هو ما تعلمناه وتنتهجه الدول المتقدمة التى تحترم عقول مواطنيها. وما الذى يمنع من تقديم مادة إعلانية محترمة دون هدم للقيم والمبادئ، ولكن يبدو أن تلك حالة من تراجع الذوق العام.