أما بعد
قال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب» وقال الإمام أبوحامد الغزالى: إن القلب سلطان الجسد، فإذا مال القلب مالت معه بقية الأعضاء، وإذا اتجه إلى الخير اتبعته سائر الجوارح.
ورأى النبى عليه الصلاة السلام رجلا يعبث بلحيته فى الصلاة فقال: «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه»، وقيل «فى أبسط شرط للخشوع فى الصلاة أن لا يعرف المصلى من على يمينه ومن على شماله».
وصلاح القلب لا يتحقق إلا بالذكر بمعناه الشامل من صلاة مفروضة، ومن نوافل ومن دعاء واستغفار وقراءة قرآن وتسبيح وتهليل وتكبير وتفكر فى آيات الله وتقديم الصدقات العلنية والمستورة والصدق فى القول والعمل وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى والثقة بالله سبحانه وتعالى، وحب الله سبحانه وتعالى، وحب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وحب الصالحين رضى الله عنهم أجمعين، وأيضاً صلاح السريرة والنية والسعى فى الخير والجود وإغاثة الملهوف والتفريج عن المعسر، وحب الفقراء ومساعدتهم بالقليل والكثير حسب طاقه كل فرد.
وعندما ينير الله العاطى الوهاب القلب ويعرف معنى القرب من الله خالق كل شىء، يصبح من الذين رضى عنهم العلى القدير سبحانه وتعالى، ويصبح العبد الطائع كالنسمة فى يوم حار كله رحمة ورفق ليس فيه قسوة ولا كبر، ويسجد القلب المنير لله رب العالمين حتى يوم القيامه ليأخذ جائزته الكبرى جنة ونعيما وقربا.