أبيات من شــعـــر الزهد والحكمة
أبيات من شــعـــر الزهد والحكمة
قال العتبي: أنشد رجل من أهل الزهد هذه الأبيات:
ويوم ترى الشمس قد كوّرت * وفيه ترى الأرض قد زلزلت
وفيه ترى كل نفس غدا * إذا حشر الناس ما قدّمت
أترقد عيناك يا مذنبا * وأعمالك السوء قد دوّنت
فإما سعيد إلى جنة * وكفاه بالتور قد خضّبت
وإما شقي كسى وجهه * سوادا وكفاه قد غللت
خرج عمر بن عبد العزيز في بعض أسفاره، فلما اشتد الحرّ عليه، دعا بعمامة فتعمم بها، فلم يلبث أن نزعها، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لم نزعتها؟ لقد كانت تقيك الحرّ. قال: ذكرت أبياتا قالها الأول، وهي هذه:
من كان حين تمسّ الشمس جبهته * أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته * فسوف يسكن يوما راغما جدثا
في قعر مظلمة غبراء موحشة * يطيل تحت الثرى في جوفها اللبثا
وقيل : خرج عيسى بن مريم - عليه السلام -على الحواريين وعليهم آثار الغبار، وعلى وجوههم النور، فقال: يا بني الآخرة، ما تنعّم المتنعمون إلا بفضل نعمتكم.
وقيل للحسن البصري - رضي الله عنه - : ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ فقال: خلوا بالرحمن، فألبسهم نورا من نوره.