من ذاكرة التاريخ 19 ماي 1956
من ذاكرة التاريخ
19ماي 1956
×××××
تلبية لنداء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين(1) قام الطلبة المسلمين الجزائريين بإضراب شامل عن الدراسة زعزع كيان المستعمر وعكس الفكرة التي كان يسوقها بأن من يقومون بالثورة إنما هم قطاع الطرق رغم الهجومات التي قام بها الثوار عبر التراب الوطني يوم 20 أوت 1955 وخاصة منها في الشمال القسنطيني .
×××××
لكن القرار الذي اتخذه اتحاد الطلبة يوم 19 ماي 1956 فاجأ الاستعمار وقلب المفاهيم وتيقن بأن الثورة استقطبت كل شرائح الشعب الجزائري وأضحت ثورة شعبية بكل المقاييس ، هذا القرار زاد من ثقة الشعب في ثورته .
في هذا اليوم قرر الطلبة ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بالثورة فاستبدلوا القرطاس والقلم بالبندقية والرشاش ، فكانوا دعما لها وخدموها في كل المجالات ، في الطب والتمريض بإنشاء مراكز استشفائية سرية مجهزة تقوم بالعلاج والعمليات الجراحية ، كما برعوا في صناعة القنابل والاتصالات وغيرها من المجالات .فانتقلت الثورة إلى مرحلة جديدة من الكفاح تطبعها الكفاءة والتأهيل في إدارة المعارك والتخطيط لها .
×××××
ونجحت الثورة بالإرادة والعزم وعرف القرن العشرين أعظم ثورة خاضها الشعب الجزائري ضد أقوى دولة استعمارية مدعومة بالحلف الأطلسي … فكانت التضحيات .. قوافل من الشهداء .. وكان النصر والحرية والانعتاق .
رحم الله الشهداء الأبرار وأسكنهم فسيح جناته .
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِر وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب/23
محـ خ ـمد
** زوروا مدونة بني بلعيد ** الرابط : http://histoirebel.blogspot.comهوامش :
(1) تأسس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين يوم 19/05/1956 وهو ليس وليد هذا اليوم بل يعود ظهوره إلى العشرينات من القرن الماضي حيث كانت تسود أفكار الحركة الوطنية فتشبع الطلبة بالمباديء التي تعتمدها في الكفاح .
وبعد الاستقلال ومنذ 1964 اعتمد تاريخ 19/05/1956 يوم الطالب يتم إحياء الذكرى فيه كل سنة.