فضل القرآن لا يُدانيه فضل: ومكانته لا تسمو إليها مكانة، ومهما حاولت استقصاء فضائله ما استطعت، ولو استطعت ما اتسعت لذلك صحف الأرض كلها، وما عساي أن أقول في فضائل كتاب أنقذ الله به أمة من جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، كتاب ختم الله به الكتب، وأنزله على نبي خُتم به الأنبياء وبدين خُتمت به الأديان، كتاب فُتحت به أمصار، وجثت عنده الركب، ونهل من منهله العلماء، وخشعت لهيمنته الأبصار، وذلت له القلوب، وقام بتلاوته العابدون، والراكعون والساجدون. لهذا اكتفي من فضائله بما يلي:
(1) أن حملة القرآن الكريم هم أهل الله وخاصته:
قال : «إن لله أهلين من الناس» قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصّته»([1])
(2) أن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة لقوله : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»([2]) .
(3) أن حافظه مع السفرة الكرام البررة: لقوله : «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران» رواه البخاري.
(4) أن حامله يقدم في قبره: فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النبي يجمع بين الرجلين من قتلى أُحد في ثوب واحد، ثم يقول: «أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟» فإذا أشير له إلى أحدهما قدّمه في اللحد وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة» وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا ولم يصل عليهم([3]).
(5) أن حافظه أولى الناس بالإمامة: لقوله : «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنًا..»([4]).
(6) أن حامله أولى الناس بالإمارة والولاية: فعن نافع بن عبد الحارث أنه لقي عمر رضي الله عنه بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزي، قال: ومن أين أبزي؟ قال: مولى من موالينا قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم قد قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين»([5]) .
(7) أن حامله مكرم: وتكريمه من أجلال الله تعالى: فقد قال : «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط»([6]) .
(8) أن حفظه وتعلمه خير من متاع الدنيا: فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله ونحن في الصفقة فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان إلى العقيق فيأتي منه بنافقتين كوماوين في غير إثم أو قطع رحم، فقلنا: يا رسول الله، نحب ذلك» قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل»([7]) .
(9) أن حفظه سبب لرفعة الدرجات في الجنة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: «يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول: يا ربُ حُلة فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا ربّ زده، فيُلبس حُلة الكرامة، ثم يقول: يا ربُ ارض عنه فيرضي عنه فيقال: اقرأ وارتق، ويزاد بكل آية حسنة»([8]) .
(10) أن حفظه شفاء للصدور قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ{ [يونس: 57].
(11) أن معلم القرآن ومتعلمه من خير الناس: فقد قال: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه»([9]).
(12) أن قراءته أمان من الشياطين والسحرة قال : «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول: «اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة» أي السحرة([10]).
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.