فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


مـا من جـديدٍ

مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينـة المسـتعمره
فحزننـا مكررٌ ، وموتنـا مكررٌ ،ونكهة القهوة في شفاهنـا مكرره
فمنذ أن ولدنـا ،و نحن محبوسون فـي زجـاجة الثقافة المـدوره
ومـذ دخلـنا المدرسـه ،و نحن لاندرس إلا سيرةً ذاتيـةً واحـدهً
تـخبرنـا عـن عضـلات عـنتره
و مكـرمات عــنتره … و معجزات عــنتره
ولا نرى في كل دور السينما إلا شريطاً عربياً مضجراً يلعب فيه عنتره
لا شـيء – في إذاعـة الصـباح – نهتـم به
فـالخـبر الأولــ – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره
و الخـبر الأخـير – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره
لا شـيء – في البرنامج الثـاني – سـوى :
عـزفٌ – عـلى القـانون – من مؤلفـات عــنتره
و لـوحـةٌ زيتيـةٌ من خـربشــات عــنتره ..
و بـاقـةٌ من أردئ الشـعر بصـوت عـنتره
هذي بلادٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسـيد المثقفين عنتره
يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره
و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره
لا نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إلا عــنتره
بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبـره
يـوماً بزي الدوق و الأمير … يـوماً بزي الكادحٍ الفـقير
يـوماً عـلى طـائرةٍ سـمتيـةٍ .. يوماً على دبابة روسيـةٍ
يـوماً عـلى مجـنزره
يـوماً عـلى أضـلاعنـا المكسـره
لا أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول : " لا " ، للجـنرال عــنتره
لا أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم عنتره
إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ،بين دخول السجن ،أو دخول المقبره .

نزار قباني


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة