الشيخ مفرج الدماميني... لمن لا يعرفه
هو مفرج بن موفق بن عبد الله الدماميني ولد سنة 558 هجريه بدمامين ثم سميت بالمفرجية نسبًا إليه. كان شيخ صالح عابد ذو كرامات كان يلقب بأبو الغيث الدماميني لصلاحه وكرمه. ذكره الشيخ الصفي بن أبي المنصور وذكر عنه كرامات وذكر أنه كان (مجذوباً) والمجزوب كما قال عنه الترمزي: هو من أعتقه الله من رق النفس فجذبه اليه فصارا حراً . صحب الشيخ أبا الحسن بن الصباغ كما أنه صحب أبا الحجاج الأقصري. وقيل عنه ايضاً : من مشاهير الصالحين وممن كانوا ترجى بركة دعائهم. وذكرت عنه بركات وتعبدات نفعه الله بها! ، كان يقول: التقوى مجانبة ما حرم الله تعالى. وكان يقول ايضاً: من تكلم في شيء لا يصل إلى علمه، كان كلامه فتنةً لسامعه. كانت تربطه علاقة نسب مع الشيخ مجد الدين علي بن وهب القشيري إمام المسجدالعمري أنذاك حيث أن الأخير كان متزوجاً من بنت الشيخ مفرج الدماميني. و كان الشيخ مفرج الدماميني جداً لزوجة الشيخ عبد الرحيم القنائي (بنت القشيري) . وكان للشيخ مفرج الدماميني شفاعة لدي السلاطين, لما قبض الصالح نجم الدين أيوب على أخيه العادل لأنه كان ذو لهو ومجون قبض معه على بني الفقيه نصرحيث كان الفقيه نصر قاضيا لقوص أنذاك وكانت أم العادل جاريه للفقيه نصر. فتوجه الشيخ مجد الدين علي بن وهب القشيري والد الشيخ تقي الدين ين دقيق العيد والشيخ مفرج بسببهم إلى القاهرة ليشفعوا لهم عند الملك الصالح نجم الدين أيوب. فلما وصلا إليها أرسل السلطان إليه يقول له: لولا العوام جئت إليك. وطلب منه الحضور، فطلع ودخل عليه. وكان عادته أول ما يرى شخصاً يقول له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقاطعوا ولا تباغضوا. ويسوق الحديث. فلما رأى السلطان قال له: أنت السلطان؟ قال: نعم. فروى الحديث، فوجم السلطان خشية أن يشفع في العادل. فلما ذكر أولاد الفقيه نصر، سري عنه وأمر بإطلاق بني نصر ورفع الحوطة عنهم. وكان قد عمّر وبلغ نحواً من تسعين سنة. وكف بصره آخر عمره وتوفي رحمه الله تعالى ليلة الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وستمائة للهجره.
د.عاطف الخلفي
قرية المفرجية