الأمر بستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها
باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها
قال - تعالى -: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} سورة النور آية 19.
-عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - (لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) - رواه مسلم.
(لا يستر عبد عبدا) أي إنسان غير معروف بالشر والأذى عل ذنب مضى منه.
(في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) إما بأن يمحو ذنبه ولا يسأله عنه ابتداء، أو يسأله عنه من غير أن يطلع عليه أحدا من الخلق، و كان الجزاء بالستر ليوافق نفس جزاء هذا العمل.
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وان من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه) متفق عليه.
(كل أمتي معافى) هو من العفو، يعنى كلهم سالمون عن ألسن الناس وأيديهم.
(إلا المجاهرين) أي لكن المجاهرون لا يعافون، والمجاهر الذى أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فتحدث بها، والمراد التحدث بالمعاصي.
(وإن من المجاهرة) أي الفحش وكثرة الكلام.
(أن يعمل العبد عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان) وهو الذي يحدثه العاصي عن معصيته.
(عملت البارحة) هو أقرب ليلة مضت من وقت القول وأصلها من برح: إذا زال.
(كذا وكذا) هي من ألفاظ الكنايات ومعناها مثل ذا، ويكنى بها أيضا عن المجهول وما لا يراد التصريح به.
(وقد بات يستره ربه ويصبح) جملة حالية.
(يكشف ستر الله عليه) الكائن.
قال ابن بطال: في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله، وبصالحي المؤمنين لأن المعاصي تذل صاحبها فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها فقد أغضب ربه فلم يسترها ، ومن قصد التستر بها أكرمه الله وتفضل عليه بستره إياها.