اسفي /جمعية المبادرة للتنمية القروية بدوار أولاد العين في الواجهة
×××××
نظمت جمعية المبادرة للتنمية القروية بدوار أولاد العين – جماعة وقيادة الكرعاني لقاءا مع الساكنة من تنشيط الأستاذ الباحث عبد الرحيم احمين المختص في علم النفس الاجتماعي وأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بأسفي تناول فيه بالدرس والتحليل ظاهرة العنف في أوساط الشباب . وفي بداية مداخلته قال بأن هذه الظاهرة ليست حكرا على مجتمع معين بل هي ظاهرة تعرفها جميع المجتمعات متقدمة كانت أو نامية أو متخلفة، كما أشار إلى ضرورة الانتباه إلى أنه لا يمكن تحقيق تنمية مجتمعية دون تنمية العالم القروي الذي يزخر بطاقات بشرية هائلة.
المداخلة التي قدهما الأستاذ احمين تمحورت حول أسباب العنف في أوساط الشباب بالعالم القروي وسبل الحد منه.
وفي معرض حديثه عن مسببات الظاهرة، شدد الأستاذ احمين على أنه من الخطأ الاعتقاد بأن العنف مرتبط بفئة معينة من الشباب (الفقراء مثلا أو المنحدرين من أصول قروية أو الأميين ...) بل يصدر عن أشخاص من شرائح مختلفة فهو ظاهرة معقدة يصعب حصرها في شريحة معينة.
ومن أهم المسببات، يواصل المتدخل تمثل وفهم عدد من الشباب لمفهوم الرجولة المبني على القوة واستعمال العضلات في حين أن الرجل هو الذي يتحمل المسؤولية أمام الله و أمام المجتمع وأمام أسرته من خلال إنجازاته ومجهوداته وقدرته على تجاوز الصعاب.
تطرق المتدخل أيضا إلى مسؤولية الآباء في زرع بذرة العنف لدى الطفل من خلال المعاملة القاسية والنظر إلى الابن كآلة في يده وتبني أسلوب النهر والحدة عوض التعامل باللين، كما أن غياب التوافق حول أسس تربية الأبناء بين الزوجين يولد لدى الأبناء اضطرابات نفسية تؤدي فيما بعد إلى انحرافات سلوكية لا تخلو من عنف في غالب الأحيان. لهذا وجب التشديد على أن الآباء هم مسؤولون أمام الله وأمام المجتمع عن تربية أبناءهم مستشهدا بالحديث الشريف الذي جاء فيه بأنه إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث من بينها "ولد صالح يدعو له".
بعد ذلك تم التأكيد على دور المجتمع الذي عوض أن يحتضن الشاب المنحرف قد يدفعه من حيث لا يدري إلى العنف أو حتى الإجرام من خلال وصفه بنعوت من قبيل: المسخوط – الفاشل ... وهو ما يجعل هذا الأخير يؤمن بهذه النعوت ويتصرف على أساسها وتكون النتيجة أن الانحرافات تتعمق ويتولد اليأس واليأس المركب حيث أن المعني بالأمر ييأس من نفسه ومن محيطه كما أن محيطه ييأس منه وهنا تحدث القطيعة.
كما يعتبر التعاطي للمخدرات مختلف أنواعها من أهم الأسباب المؤدية إلى انتشار العنف.
فيما يخص سبل الحد من الظاهرة شدد الأستاذ على أنه لا توجد هناك حلول جاهزة ولكن الحلول تطور من خلال الأسئلة المطروحة والهموم التي تراود المجتمع في علاقته بالشباب وهنا تم فتح باب النقاش مع الحاضرين والذين كانوا من مختلف الفئات العمرية.
وقد أثمر النقاش عددا من الأفكار والاقتراحات يمكن إجمالها فيما يلي:
- ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات
- ضرورة تعزيز التواصل بين الآباء وأبناءهم وإذا تعذر ذلك وجب اللجوء إلى وسطاء أشخاصا كانوا أو مؤسسات جمعوية...
- ضرورة الوعي بأهمية المقاربة الأمنية خصوصا وان السلطات الأمنية أصبحت تتوفر على كفاءات عالية جدا في تخصصات مختلفة. كما أنه لا يمكن السكوت عندما تصل الأمور إلى مستويات معينة، فقد صرنا نقرأ ونسمع عن جرائم في حق الأصول (الآباء و الأمهات...)
- ضرورة توفير فرص الشغل للشباب وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل
- توفير فضاءات رياضية واجتماعية لفائدة الشباب (دور الشباب في القرى – ملاعب وتجهيزات رياضية – فضاءات للإعلاميات – خزانات – نوادي نسوية...)
- ضرورة الوعي بأن تعزيز الأمن التشاركي هو مسؤولية مجتمعية وبالتالي فهي تستدعي تعبئة جميع القوى الحية.
وختاما أعرب الحاضرون عن أملهم في أن تتضافر جهود مختلف الفاعلين، كل من موقعه، من أجل تعزيز الإحساس بالأمن والطمأنينة والعمل على إشاعة روح المواطنة الايجابية لما فيه خدمة الفرد والمجتمع.