ضحايا الغازات السامة على الريف
ضحايا الغازات السامة على الريف
أصبح داء السرطان القاتل منتشرا في منطقة الريف انتشار النار في الهشيم ، فلا تكاد تجد عائلة سلمت منه ، فثمة في كل أسرة من مات بالسرطان أو تعالج منه ، أو لعله بالمستشفى حاليا يعالج .
يختزن وجدان العائلات بالريف قصصا مأساوية عن السرطان ، تبدأ عادة بلحظة اكتشاف الداء وغالبا ما يكون قد فات الأوان بسبب انعدام الاستشارات الطبية ، وصولا إلى أماكن العلاج التي عادة ما تكون المدن الكبرى كالرباط أو الدار البيضاء ، وبين هذا وذاك ، ذكريات حزينة تقشعر لسماعها الأبدان ، وتشيب لهولها الولدان .
يرجح كثير من الباحثين وجود رابطة بين الانتشار المهول للسرطان في المناطق الريفية والغازات السامة التي استخدمتها إسبانيا في الحرب على الريف بين 1923 و1926 كما يؤكد الكاتب العام للجمعية المغربية لمحاربة السرطان .
ورغم غياب دراسات ميدانية حول علاقة مرض السرطان بمنطقة الريف في المغرب، إلا أن دراسة أنجزتها الباحثة في علم الوراثة الطبية بجامعة ليفربول البريطانية كريستين جوسدن والتي قامت بدراسات ميدانية في حلبجة العراقية التي تعرضت لقصف بالمواد الكيميائية من طرف نظام صدام حسين، وهي نفسها تقريبا التي استعملت في الريف .
وفي السياق نفسه قدم مختبر التحاليل البريطاني “غولدشتاين” حول ثلاث مناطق استخدمت فيها نفس الغازات (منطقة الروكان الجزائرية، حلبجة العراقية ومنطقة الريف في المغرب) وهي الدراسة التي تؤكد وجود علاقة مباشرة بين الغازات المستخدمة من طرف إسبانيا والإصابة بمرض السرطان ويزيد من ثبوتها تنامي مرضى السرطان في هذه المنطق على نحو كبير. والخطوة الثانية هي تأكيد فرضية انتقال السرطان عبر الجينات الوراثية .
التقديرات المتوفرة تشير إلى أن ما بين 65 و70% من المصابين بمرض السرطان في المغرب ينحدرون من منطقة الريف، معطيات أكدها الدكتور الحمداوي الناطق الرسمي باسم مجموعة البحث حول الغازات السامة بالريف .