فضاءات جديدة المنزلة

جديدة المنزلة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عطا درغام
مسجــل منــــذ: 2010-12-13
مجموع النقط: 39.96
إعلانات


مولد سيدي الانتخابات

هل علينا هذا العام بطلعته البهية التى شهدت جولتين انتخابيتين، انتهت الجولة الأولى بانتخابات مجلس الشورى بحلوها ومرها واكتسح فيها الحزب الوطنى الديمقراطى، والآن نحن مقبلون على الجولة الثانية والأخيرة والتى ستكون أشرس وأعنف عن ذى قبل وما يجعلها عنيفة هو دخول الإخوان المسلمين بكل قوة وسعيهم لتحقيق كسب انتخابى كالدورة السابقة التى شهدت ظهورا لهم،وهذا مالن يسمح به الحزب الوطنى مرة أخرى.
فأخذ يعيد ترتيب الصفوف, ويدقق النظر فى اختيار مرشحيه الذين سيواجهون خصوما شرسين من كافة التيارات السياسية الموجودة فى مصر.الكل يمنون أنفسهم بالكرسى الجديد فى البرلمان المصرى لمدة خمس سنوات ينعمون فيها بكافة المزايا والحصانة التى سيتمتعون بها وسرعان ماتمتليء شوارع مصر باللافتات والمسيرات الانتخابية..... ترتفع أصوت الميكرفونات فتصدح بقصائد النفاق والأكاذيب من تعديد الإنجازات والفتوحات التى تمت على يد المرشحين ، والألقاب التى يوصمونهم بها ....الصوت الجرىء....الصوت الحر....أسد البرلمان....صوت الشباب ...وغيرها من كلمات الزيف والنفاق.ومن طريف القول ولفترة غير بعيدة كنت مسافرا لقريتى بمحافظة الدقهلية ،وسمعت أحد الذين يقومون بالدعاية ويصرخ عاليا وكأنه يدعو للجهاد كى يلتف الناس حوله :إن المرشح فلان....يناديكم ...يناشدكم ...يستنجد بكم ... يستغيث بكم؛ فضحكت لهذه الكلمات وفهمت أنه نفاق رخيص من أناس لا يعرفون ألف باء سياسة ...ولا أدرى ما معنى يستنجد بكم ويستغيث بكم... فعلى من يستنجد.... ويستغيث ممن.......!!!
إن الانتخابات لعبة بها مكسب وخسارة ،وينجح فيها من يتقن فنون وأسرار اللعبة، وكل مرشح قبل أن يفكر فى كسب ثقة الناخبين يفكر فى توجيه الضربات إلى الخصوم، فيدخل معارك فى جبهات متعددة،ومما يزيد شراسة هذه المعارك هو تبادل الاتهامات بين كافة المرشحين من اتهامات كازدواج الجنسية وهذا غالبا ما يحدث، وحدث مع أكثر من مرشح شهير، والسرقة والاتجار بالمخدرات وسرقة أراضى الدولة ،وبيع تأشيرات الحج وإهدار المال العام، واتهامات أخرى يشيب لها الوليد من شأنها تحدث بلبلة ضد المرشحين، وبالتالى تقل فرصهم فى كسب أصوات الدائرة التى ينتمون إليها، وتذهب هذه الأصوات لمرشحين يتفننون فى استخدام كافة وسائل التحايل من شراء للأصوات أو استخدام البلطجة فى فرض السيطرة على مراكز التصويت ....وهذا كثيرا مايحدث فى الانتخابات لقلة الوعى الانتخابى لدى الشعب الذى لا يهمه حقوقه أو يبحث عنها, ولا يهمه أن ينجح فلان أو علان، المهم هو الاستفادة من الانتخابات، وقد يعتبرها البعض سبوبة يرتزقون منها عندما يستعين بعض المرشحين بالبلطجية الذين يغترفون من هذا المرشح مقابل فرض السيطرة وترويع الناس وشراء الأصوات، وقد يذهب الناخبون لاختيار هذا المرشح مقابل مبلغ من المال أو هدايا توزع عليهم كنوع من الإغراء، وهذا ما يستغله المرشحون عندما قاموا برشوة الناخبين بلحوم الأضاحى فى العيد ،أو مدفوعا باختيار مرشح معروف لدى الجميع تقبلا بسياسة الأمر الواقع التى تسيطر على غالبية المصريين مثل (اللى أعرفه أحسن من اللى ما أعرفوش) فينجح فلان أو علان نتيجة لهذه الثقافة التى تسيطر علينا دونما التفكير فى ..هل هذا هو المرشح المناسب أم لا.......؟ أو هل هذا المرشح متفهم لواجبات عمله ومتطلبات واحتياجات الدائرة ...........؟ أم أنه ينبهر بعضوية البرلمان وينسى دائرته وأبناءها الذين اختاروه ليكون ممثلا عنهم ويلبى احتياجاتهم ويفكر فى أموره الخاصة، وكيف يغترف من مغارة على بابا التى تفيض بالكنوز...؟
وكثيرا ما ضاعت حقوق الشعب على يد هؤلاء الذين ظلموا هذا الوطن وتركوه فريسة للضياع والمشكلات التى أخذت تنخر فيه وتتسع شيئا فشيئا؛ حتى ضاع كل شىء، وأصبحنا عاجزين عن التصدى لكل هذه المشكلات التى عجز أمثال هؤلاء عن مواجهتها ....إما بجهلهم البرلمانى أو انبهارهم بالمنصب الجديد وتفكيرهم فى مصالحهم الشخصية والاستفادة بأقصى حد ممكن ،فقد يطيرون من البرلمان فى الدورة التالية ،مما يجعلهم يتناسون كل شىء ... الشعب....مطالب الشعب... مشاكل الشعب .......الدائرة وهلم جرا حتى أصبحنا مما نحن فيه ....نشكو ....نصرخ....والسبب نحن ...لأننا لم نحسن اختيار مرشحينا وانبهرنا بكلمات الزيف والنفاق !!.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة