...ليس كل أبيض شحم...ولا كل أسود فحم....!!!..
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلــه وصحابته أجمعين وسلم تسليما الى يوم الدين..
. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
... ليس كل أبيض شحم ...ولا كل أسود فحم...وليس كل ما يلمع ذهبا وفضة..
.. اذا كنت نقي القلب تقي النفس سوف تجد المتواضع يشدك بصفاء قلبه ويخطف منك الإحترام والحياء بكل رضا وضمير بعكس المتكبر المستبد البعض يكن له الإحترام ظاهراً ويستحقره باطناً والمديح والثناء على عجرفته وخيالة دليل على النفاق .. أحياناً تمنح اشخاص التقدير وتعطيهم بمحض إرادتك الثقة الكاملة ويمضي الوقت بدقائقه وساعاته , وبعد فتره وجيزه تسقط ثقتك فيهم وهذا السقوط ليس لك أي ذنباً فيه لكن افعالهم هي من فعلت ذلك , قد تكون ظروف أجبرتهم على ذلك وقد يكون التهاون وعدم الإحترام هي من وضعتهم في خانة التذمر التي في عينيك عندها تكون مجبراً على إتخاذ مايلزم تجاه هؤلاء ليس إنتقاماً بل خياراً الزامياً حفاظاً على عدم خسارة الآخرين , البعض من هؤلاء عندما تجالسه وتصارحه بسحب بساط الثقة المتسمر تحت قدميه تثور ثائرته ضارباً الإحترام المسبق بعرض الحائط ويبحث عن الإنتقام والثأر ورد الاعتبار , ليثبت لك من هذا الفعل بأنه ليس اهلاً للثقة وإنك على حق , عندها يرتاح ضميرك بينما هو عالقاً هنا ومتشبثاً هناك ويبحث من جديد عن بيت يأويه وصدر رحب يحتويه ومنبع جديد يروي ظمأه , عندها يجد ضالته ويجتهد ويتعدى حدود طاقته من النشاط والحيوية ولسان حاله يقول لك : سوف تعض اصابع يديك ندماً على التفريط بي .. وبكل سهولة سيزرع من جديد ويحصد الثقة من جديد وبعد فتره وجيزه يخسر اخرين من جديد , بالأمس القريب كان معك واليوم معهم وغداً عليك وعليهم .. يعود اليك بمعنويات مرتفعة وحماس جامح يريد ان تعيد له الثقه مجدداً ولكن هذه المره .. سرعان ما يسقط الى الهاوية ,
.... نعم كثيرًا ما ننخدع ببريق وجمال أشياء من حولنا فنلهث وراءها ونتطلع إلى الحصول عليها معتقدين أنها من النفائس والدرر، وعند الاقتراب منها نجدها لا شيء!.. فيصدمنا زيفها وألوانها الباهتة ونتمنى لو أننا اكتفينا بمشاهدتها عن بعد.. ولأننا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل .. زمن يصعب فيه التمييز بين الصالح والطالح.. زمن المظاهر الكذابة.. ننبهر في أحايين كثيرة بأناس غير أهل للانبهار أو الإعجاب أو مجرد النظر إليهم أصلا.. حيث يبهرنا بريق حديثهم وزيف حضورهم وتعدد ثقافاتهم وجمال مظهرهم ونتصور خطأً أنهم يعانقون الكمال والمثالية ولا عيوب ولا أخطاء لهم، وكأنهم ملائكة أطهار أخيار وليسوا بشرًا يصيبون ويخطئون ولهم مثالب ومساوئ وغير منزهين أو معصومين.. وما إن نقترب من أحدهم فنُفاجأ بأن جمال مظهره خلفه قبح جوهر، وأن حلاوة كلماته يكمن بين حروفها سم ثعبان.. وأنه ممن يقولون ما لا يفعلون، وممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم!.. وأنهم ممن يقابلون الإحسان بالإساءة.. والحب والإخلاص بالغدر والخيانة.. والطيبة والخير بالخبث والشر!.. * ، فالخطأ كل الخطأ أن ننجرف وراء المظاهر التي غالبًا ما تكون خادعة ومزيفة، ونكتفي بها عند الحكم على الأشخاص وتقييمهم.. فالجمال الحقيقي هو جمال الأخلاق والفكر والروح وليس جمال الجسد وحسن الهندام وبهاء الشكل .. فكم من وجوه بيضاء ناصعة تعلو قلوبًا أشد سوادًا وظُلمة من الليل.. وكم من ألسُن تجيد هندسة الكلام وحياكة العبارات الساحرة الرائعة التي تسترق الآذان وتطرب لها الأسماع، يكمن وراءها نوايا خبيثة وأخلاق فاسدة وضمائر وقلوب وذمم خَرِبة إن لم تكن ميتة!.. ولأننا لا نمتلك نظارات سحرية يمكن بها معرفة بواطن البشر ومكنوناتهم الداخلية، علينا أن نحتاط ونتوخى الحذر عند اختيارنا الأصدقاء أو الأزواج وأن نحكم عقولنا قبل مشاعرنا، ونهتم بجوهر ومخبر الإنسان لا مظهره حتى لا نُصدَم صدمات قوية لها بالغ الأثر على حالتنا النفسية والعصبية والجسدية، ولكي لا تؤثر تلك الصدمات سلبًا على علاقتنا بالآخرين ونظرتنا للحياة وللبشر بشكل عام.. ولنعلم أن الحياة كلها تجارب وخبرات.. الدنيا هكذا.. الدنيا مثلما تحفل بالطالحين الأشرار، تحفل أيضًا بالصالحين الأخيار ذوي الدين والأخلاق الحميدة والمبادئ السامية.....".نسأل الله تعالى التوبة والهدى "....
|