سيدي العايدي اقليم السطات : الطفولة و الحقوق المغتصبة
ان الانظمة التي تحترم شعوبها بمختلف الفئات العمرية و شرائحها الاجتماعية، تحرك السماء و الارض كي توفر لها ابسط شروط الحياة الكريمة التي تعتبر حقا من حقوق الانسان. ان سر النجاح في الحياة هو العقل السليم،لكن، لابد له من جسم سليم، و الجسم السليم، لا بد له من بيئة سليمة.. و هذه البيئة السليمة هي الكارثة، هي القدر، هي المصيبة التي تعاني منها ساكنة جماعة سيدي العايدي، اقليم السطات، بمركزها و جميع قراها و تعتبر جماعة سيدي العايدي من اكبر الجماعات بالاقليم من حيث المساحة و الكثافة السكانية. الكارثة البيئية التي تبقى اخر انشغالات المجلس القروي، المنشغل هذه الايام.
اتساءل كمواطن غيور، كيف يمكن ان ينمو اطفالنا و شبابنا ، فكريا و جسديا و وجدانيا و يفجروا طاقاتهم و مواهبهم و يكونوا شخصياتهم في ظل هذه الكارثة البيئية التي عجز المجلس القروي عن إيجاد حل لها، من منا لا يعرف اخطار هذه المزابل و الامراض التي ستتسبب فيها، صحيا و نفسيا...؟ في غياب مأوى الشباب و نحن نعرف الخدمات الجليلة التي تقدمها هذه المؤسسة المحترمة، رياضيا، ثقافيا، فنيا، اجتماعيا و انسانيا...في الغياب التام للمرافق الرياضية و ادنى وسائل الترفيه... ربما لو زرنا المغرب كله، حتى لا نقول العالم كله، لن نجد جماعة قروية واحدة يفوق عدد سكانها 20000 مواطنا بدون ملعب واحد، اقول و اكرر، بدون ملعب واحد لكرة القدم، و لاسكات الحناجر المطالبة بالملاعب الرياضية
لم نتحرر بعد من سياسة المغرب النافع و غير النافع. أين حقوق و نصيب طفولة و شباب جماعة سيدي العايدي من الندوة الوطنية للنهوض بكرة القدم؟ خصوصا و أن رياضة كرة القدم أصبحت كالماء و الهواء بل مؤسسة تجارية مربحة كما وصفتها الفيفا في شخص بلاتر
واقول الان للاحزاب السياسية، اتنتظرون الاستحقاقات المقبلة، لتجعلوا من حقوق الطفل و المرأة و الانسان شعارات للاستهلاك الانتخابوي؟ هل تتصورون ابناءكم و لو لحظة واحدة، بين احضان المزابل ؟ التي تعبر بصدق عن معاناة الطفولة المغتصبة ، بجماعة سيدي العايدي اقليم السطات في ما يسمى بالعهد الجديد، اتمنى ان يتفضل القراء المحترمون اينما وجدوا، بنشر هذه المقال، على اوسع نطاق ممكن بالفايس بوك او التويتر... لانه خلال زيارتي لبلدتي و الذين طالبوني بتبليغ استيائهم و سخطهم و صرختهم، نفس الاحساس و الاحباط يخرج هنا، بكل ثقة و تلقائية و حرية من افواه اطفالنا وشبابنا : نفضل ان نقضي العطلة في منازلنا اوبمدينة اخرى يقول الاطفال و الشباب، لان الحالة في سيدي العايدي لم و لن تتغير و لا نجد متنفسا واحدا هنا، ادعوكم لزيارة اخر تجمع سكني في فرنسا لتروا المرافق الرياضية و الترفيهية التي اسستها الدولة لاطفالها و شبابها و نسائها و رجالها في كل حي، في اخر رقعة غابرة، هذه هي الحقيقة يا من تزكمون انوفنا بعبارات : مرحبا بكم في م جماعتكم نحن لا نحتاج الى شعارات وهمية، فالمغرب وطننا و هويتنا و قبلتنا، نحتاج إلى ظروف العيش الكريم للساكنة العايدية، و الكرامة للطفولة المغتصبة التي لا وجود لها في قاموس الحكومة البنكيرانية
