الجديدة (البلدية)

××××× تعتبر الزوايا والأضرحة والمزارات من أهم المعالم التراثية التي تعكس العمق الروحاني الذي تتجذر فيه الهوية الوطنية، كما إنها مصدر ثروات طائلة للسياحة الدينية التي لا تولي لها الجديدة أية أهمية تذكر بدليل الإهمال الكامل الذي تعيشه المعالم الصوفية عبر الاقليم. فمثلا بالجديدة حيث زاوية سيدي علي بنحمدوش ، وهو أشهر من أن يذكر نظرا لورعه ?يام السلطان العلوي مولاي اسماعيل ، ومع ذلك لا نجد عند مدخل الحي البرتغالي ولا على طول شوارعه وعرضه ولا إشارة واحدة إلى اتجاه الزاوية الحمدوشية ، علما أنها من أهم المعالم الدينية في الجديدة، فهل هذا كله من باب الصدفة ؟ ومن مظاهر هذا الإهمال الوضعية التي آلت إليها أقدم زاوية في الحي البرتغالي(بنيت في 1900 م) ، مع العلم ?ن هذه الطريقة و الطريقة العيساوية ممارسة بالجديدة منذ بداية القرن 18 الميلادي، ومع ذلك لا يوجد في الحي البرتغالي ما يدل على الأهمية والقيمة التي تكتسيها الزاويتين الحمدوشية و العيساوية كمعلمتين تاريخيتين ودينيتين وروحانيتين، وأكبر دليل على ذلك هو استيلاء المسمى ر.ن على الزاوية الحمدوشية بطرق جهنمية ، واستغلالها ماديا وبناء منزل بها بطريقة عشوائية ودون ترخيص من السلطات المعنية، وتسخيرها لأغراض سياسية لبعض عديمي الضمير، و منع الحمدوشيين و الموردين من دخولها والاعتداء عليها، وتدنيسها منذ اكثر من 14 سنة رغم انه لاتربطه بالزاوية اية صلة منذ 23/09/2000 .
وفي ظل هذه الأوضاع المزرية التي عاشتها هذه الزاوية العريقة نتيجة الإهمال واللامبالاة من قبل من سمى نفسه عنوة القائم عليها ، إلى درجة أنه لم تعد تستقطب الزوار ?و الطوائف الحمدوشية المغربية أو تلقى الاهتمام مثلما كانت عليه الحال خلال السنين الماضية على الأقل ، فقد خربت معالمها وتآكلت جدرانها وأصبحت اليوم آيلة للسقوط.
وعلى الرغم من أن المحسنين دعموها لترميمها فقد ادعى بعد ذلك المسمى ر.ن ?نه صرف من ماله الخاص على الترميم. فأين ذهبت هذه الأموال ؟ هل لبناء المنزل العشوائي الذي يستغل صاحبنا مداخيل كرائه و مداخيل كراء الدكان بدون موجب حق ؟ وعلى من تقع المسؤولية في هذا الوضع الكارثي ؟
إن الصورة التي توجد عليها الزاوية الحمدوشية تجعل المشاهد في حالة ذهول كبير لما آلت إليه هذه الزاوية التي كانت الى نهاية الثمانينيات على الأقل ، منارة إشعاع فكري وروحي وديني زاخر بعناصر التراث الإسلامي الصوفي الثمين. أما اليوم فهي تعيش حالة إهمال كلي لتصدع جدرانها و مظاهر الشعوذة التي تمارس داخلها، مما يفسر الإهمال الكبير الذي يعرفه هذا المعلم الديني والتاريخي.
إضافة إلى ذلك ،?ضيف فوقها بشكل عشوائي بناء غرفة ?خرى ولربما كغرفة للتصبين. كما ?ن مجمل غرفها الداخلية أضحت في حالة يرثى لها.هذا كله غيض من فيض.
ويجدر بنا أن نغير الذهنيات التي تسببت بالأذى لهذه الزاوية و مريدها و أقطابها. وهي تلك الطقوس وممارسات الشعوذة التي مورست داخل الزاوية من طرف ر.ن و صاحبة الدكان التي كان لديها مفتاح الزاوية و التي كانت هي كذلك تستغلها كمستودع لها. فللحفاظ على تراث هذه الزاوية لزم علينا توعية عامة الناس بأن هذه الزاوية ليست مكانا للشعوذة بل كانت و لا زالت مركز إشعاع تصوفي والدعوة الى التشبع بالروح الوطنية و حب الوطن و الدفاع عن مقدساته ، وخصوصا ?يام الاستعمار الفرنسي الغاشم حيث كان الحمدوشيون الجديديون يحرصون على?قامة طوافهم وجذبتهم داخل و خارج ?سوار الحي البرتغالي كل عصر جمعة و كل عيد ديني رغم اعتراض المراقب العام الذي كان يعي جيدا الهدف الحقيقي من هذه التظاهرة والذي هو الحث على مقاومة المستعمر. كما ?انهم شاركوا بكثافة ?ثناء مظاهرة 20 غشت 1955.
وقد استبشر المواطنون خيرا حين قدم شيوخ الطائفة الحمدوشية ?لى الجديدة لتخليصها من الاستغلال البشع وفتحوا بابها من جديد ، بحضور السلطات المحلية و المسئولين المعنيين، و باركوا تعيين مقدم جديد لها ، كما باركه حفدة الشيخ سيدي علي بنحمدوش بمكناس والذين سيقدمون الى الجديدة لتعيينه بطريقة رسمية حسب ?عراف الطريقة الحمدوشية و طقوسها. و لكن المسمى ر.ن مازال يحاول بكل الوسائل السطو على الزاوية ويدعي ?نه صاحب حق و هو على باطل دون ?ن يتقي الله رغم ?نه من حجاج بيت الله الحرام. فماذا ستقول لربك يوم تلقاه؟
وندعو السلطات المحلية ?لى اتخاذ ال?جراءات اللازمة في حق الحاج ر.ن و?عادة مداخيل كراء المنزل و الدكان ?لى الزاوية مع إعادة الاعتبار لها وتحذير ذلك الحاج ر.ن من مغبة استمراره في غيه وشطحاته الجهنمية. ولنا عودة لهذا الموضوع

الحاج عبد المجيد نجدي