استقيموا.. يرحمكم الله
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
.استقيموا.. يرحمكم الله..... من يضحك ومن يبكى؟
سأل مسلم عاقل خبيرًا أمريكيًا كبيرًا قائلاً: لو كان لديك مائة شخص وأردت منهم أن يصطفوا منتظمين، فكم من الوقت يستغرق منك ذلك؟ قال: ربع ساعة، سأله: لو كانوا آلف شخص، رد: ساعة، قال: لو كانوا عشرين ألفًا قال: ساعتين، قال: لو نصف مليون قال: عشر ساعات.. فطلب منه صاحبنا أن ينظر إلى التليفزيون حيث النقل المباشر من الحرم المكى الشريف وإلى هذا العدد الكبير جدًا الذى يصل فى بعض صلوات المناسبات فى الحج ورمضان إلى مليون ومليونين وأكثر، فقال: كل هؤلاء ينتظمون بكلمة واحدة فقط من الإمام تأخذ دقيقة واحدة فقط هى: "استووا" وربما زاد عليها الإمام كلمة أخرى"استقيموا"، فيستووا ويستقيموا كلهم جميعًا فى لمح البصر.. وبهت الخبير الأمريكى من صحة ذلك، وأبدى إعجابه بهذا الدين الذى ينظم معتنقيه فى صلاتهم فى لمح البصر، لكنه بالتأكيد كان يتساءل بينه وبين نفسه: ما الذى يجعلهم إذن يتفرقون فى حياتهم ويتخبطون فى أنظمتهم ويتخلفون فى المستوى الحضارى لديهم ماداموا هكذا يعملون المعجزة التنظيمية فى الصلاة فى أقل من دقيقة واحدة؟؟:هذا المشهد جاء فى بالى وأنا أشاهد النشرة المسائية ، جرى أمر مؤسف وقع في مدينة جزائرية عريقة بتاريخها ونضالها وعلمها ووو ذات حضارة من النوع الخاص... ، .. بعض من يدعون الوطنية، ويريدون من تلك السحب أن تمطر مطر السوء؛ لتصيب الشعب الطيب وتهلك الزرع والنسل،...إن خلق الأزمات والتفنن فى إيجاد الصراعات ومحاولة تشويه الصورة وزعزعة الأمن، وخلق أجواء الفتنة بين التيارات المختلفة ، ...كل هذا ليس فى صالح الجزائر، ولا أمن الجزائر، ولا استقرار الجزائر، ولا نهضة الجزائر ولا حضارة الجزائر، التى نأمل أن تكون حضارة وديموقراطية صاعدة مبهرة للعالم كله، وهذا لن يكون إلا بتهدئة النفوس ولم الشمل وعلاج الجراحات القديمة والتوعية للجميع بأننا فى سفينة واحدة..... ونقولوا كلنا لهؤلاء الشباب الظالم لنفسه ولوطنه ولشعبه " استقيموا يرحمكم الله"..يا ناس يا ناس
شكون يبكي وشكون يضحك..// حكاية ناس زمان حكاية وهي ان....الفيل كان على علاقة بنملة، ثم لما ملَّ منها قرر أن يقطع علاقته بها فصارحها، قالت له :"حرام عليك تتخلى عليّ ارحمنى وارحم الفيل الموجود فى بطني"! وبما أن الفيل أصبح متورطاً مع النملة بالجنين الموجود فى بطنها، إذن فما الحل؟! ربما تقول: الحل أن يكون الفيل شجاعا ويقرر أن يتزوج النملة ولا يخشى عاقبة ما يعلنه على أهله وعشيرته من "معشر الفيلة"، لو لاموه أو أنّبوه أو داسوه حتى بخفافهم – جمع خف - أو أرجلهم الثقيلة فهو أيضا فيل ويتحمل كل ذلك من أجل أن يكون رجلا بجد، قصدي"فيلا بجد"، أمام نفسه وأمام حبيبته الفيلة وأمام ابنه الموجود بداخل النملة ممكن يضيع مستقبله لو تخلى عنه وهو لا يزال جنيناً فى بطن أمه. ربما تقول: يعنى النملة "بنت الذين" وهى اللى تستاهل، اشكون قال لها تروح تعمل علاقة مع فيل ويوجد فى معشر النمل الكثير ممن يقدر يعمل عملته وتخلف نملة ولا من شاف ولا من درى فتستاهل ما جرى لها وما سوف يجرى لها، سيما لو بطنها كبرت جدا بسبب الجنين الكبير بطبعه طبعا وانفضح أمرها. وربما تقول: يعنى الفيل يدهس النملة بطرف أصبع رجله الصغير، وينهى مشكلة النملة ومشكلة ما فى بطنها وتنتهى الحكاية لكن.. الفيل له قلب ويشعر ويحس - مراهش كيف الناس - ولا تسمح له عواطفه الجياشة ولا أريحيته أن يميت من كانت ذات يوم حبيبة قلبه وأم ولده فى المستقبل، فقرر أن يكون رجلاً بجد ويتحدى الدنيا كلها ويتزوج النملة و"اللى يكون يكون". طبعا انسجمتم مع الحكاية الخيالية ومسكتم الأنفاس، إذن تعالوا نترك الخيال وندخل على الجد بعض الشيء. النكتة السابقة هى ترجمة لعلاقة في الساحة الوطنية، لا تسألنى من الفيل ومن النملة؟ فالمهم أن النملة حامل من الفيل واللى فى بطنها فيل منه. وهذه هى الحقيقة المرة التى نعيشها الآن.. المعارضة تورطت فى العلاقة باعتبار من يحسبها هى النملة، والفيل أيضًا متورط باعتبار أنه هو المؤسسة التى لها صبغة الشرعية.والذين ينظرون إلى أن النملة هى السبب أى أن المعارضة هى السبب وأنها فرطت فى شرفها وشرف أمة النمل كلها وعليها أن تتحمل ثمن هذه اللحظة التى فقدت فيها عقلها وانساقت وراء عواطفها، وعليها أن تخلص نفسها من الورطة بما تراه مناسبًا بحيث تحفظ "شرف العيلة"، قصدي"عيلة النمل...كيف يخرج الفيل من تلك الورطة؟ وكيف تخرج النملة قبله من تلك الورطة؟...الرأى والله أعلم أن يقوم عقلاء من معشر الفيلة وعقلاء من معشر النمل، ويجلسوا فى مكان هادئ من الغابة المشتعلة نارا بين الفرسان (قصدى وطني) ويطرحوا المشكلة بشفافية وبدون مواربة، ثم يستمع الجميع للجميع وتؤخذ كل الآراء والاقتراحات من الطرفين ثم تستقر الجلسة فى النهاية على رأى يتمثل فى الموافقة على الزواج الرسمى واعتبار ما فى بطن الفيلة ابناً شرعيًا للفيل وليغض الجميع الطرف عن السؤال التقليدى مَن المخطئ؟ ومَن الجانى؟ لأنهم لو تمسكوا بهذا السؤال فلن يجدوا إجابة واضحة ولا حلاً للمعضلة..
يا عقلاء الجزائر اعملوها وتصالحوا من أجل الوطن واطرحوا سؤال: "مَن الجانى؟" جانبًا.....
تحيا الجزائر والمجد والخلود للشهداء في جنة النعيم....