...المرأة المسلمة إنسان...
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته اجمعين وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
المرأة الإنسان ...
...الإيمان يصنع النجاح ومع النجاح التواضع لله وطلب المزيد.
الإيمان عادة عقلية ووجدانية وحياتية، وسواء كانت عادة مستبصرة لدى متزود بعلم الكتاب والسنة، أو كانت متلقاة بالتربية لدى عجوز أميّة، فهو في الحالين سر السعادة والرضا والنجاة، وتظهر عند أول مثير على شكل خشوع وانكسار أمام عظمة الخالق، أو على شكل بذل وصلة وإحسان وقيام بالحق.
تتغير أشياء كثيرة ويبقى الإيمان هو (الثابت) الذي يعطي الأشياء قيمتها.
.. نعم المرأة في الإسلام كيان مكتمل الأوصاف، لا فرق بينها وبين الرجل إلا في الأمور التي كُلِف بها الرجل، غير ذلك فلها المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات... وما زالت المرأة في بعض الدول الإسلامية وللأسف الشديد تأخذ حقوقها على استحياء، أو قل: على تفضل ممن يحكمون البلاد...
إن دور المرأة في أي مجتمع دور أساس في نمو المجتمعات ونهضتها، فهي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية في المجتمع، لكونها المربية الأولى للأجيال، وتمتلك سلاح التأثير القوي وهو غريزة الأمومة، وتأكيدًا لدورها وفضائلها فقد حفظ الإسلام للمرأة كل حقوقها، وكان لها دورها الفعال في عهد رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين فأخرجت أجيالاً من العلماء وساهمت في بناء حضارتنا الإسلامية...
... ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن مميزات المرأة وتاريخها، بل نتناول المرأة في واقعنا وتأثيرها في المجتمع سلبًا وإيجابًا، وبالأخص تأثير المرأة المتعلمة وغير المتعلمة، وعن مفهوم التعليم لديها والعوائق التي تواجهها وذلك في مجتمعاتنا القروية والريفية على وجه الخصوص•
إن درجات التعليم لدى المرأة في مجتمعنا قد تتوقف في المراحل الأولية أو المتوسطة والقلة تكمل المرحلة الثانوية وتلك هي قمة الهرم لدى كثيرات منهن، وذلك للمفهوم السائد بأنها لا تحتاج لأكثر من ذلك، أو للاعتقاد الخاطيء أنها لا تستحق، لأن دورها محدد وثابت، والتعليم في ظن هؤلاء شيء ثانوي يرتبط بمرحلة سنية محددة للمرأة، وذلك حتي تستطيع تحمل مسؤولياتها وعندئذ تتوقف عن التعليم، وقد يكون ذلك جهلاً منها أو أنها قد تكون ضحية لأسباب متعددة
ولعلنا إذا تحدثنا عن دور المرأة المتعلمة في نهضة المجتمع أبدأ بأخذ مثال بسيط، بشجرة فاكهة تم الاعتناء بها فكانت قوية مخضرة سليمة من الآفات فسوف تعطى ثمارًا غنية ناضجة بعكس الشجرة غير السليمة، وكذلك المرأة إن تم الاعتناء بها في جميع مراحل حياتها فإنها سوف تكون ناضجة فكريًا، وتحمل في حياتها مفاهيم تربوية سليمة وعقلاً راجحًا تدرك به أهمية العلم، وتعمل دائمًا جاهدة علي أن يصل أبناؤها إلى درجات أعلى منها وأفضل..
ولا سيما دورها الكبير في النهوض بمجتمع حضاري مميز ذي قيم إنسانية وأخلاقية تمتلك أدوات النهوض والتقدم
... ////والحديث يطول عن المرأة ودورها، ولكن الواقع أن حقوق المرأة مهضومة في مجتمعنا، فهي تفتقد الاهتمام ولا تمنح الفرصة لترتقى بنفسها وبفكرها، وتكون الضحية في المقام الأول الأجيال المتلاحقة، ولذا نناشد الآباء بإعطاء الفرصة التعليمية الكاملة لهن، والاهتمام بهن ليس من أجل الحاضر، بل من أجل المستقبل والأجيال القادمة
. .....وتظل القيم النبيلة هي الأعمدة التي تحفظ بناء المجتمع ، وتظل أيضاً هي ما يحفظ للإنسان إنسانيته نعم للإنسان إنسانيته .
فالقيم النبيلة هي معشوقة النفوس الجميلة **
.أعتقد أن ما يحدث الآن في بلادنا العربية يحتاج إلى فقه جديد نعم
نحتاج إلى فقه جديد للمرأة لا يقف عند حدود الطهارة الشخصية، ولا يبين نواقص النساء، وأنهن ناقصات عقل ودين، بل يبين فضائلهن، ومقدار إسهامهن في تقدم الحضارة الإسلامية.
الفقه الإسلامي فقه مرن، سهل، بسيط، ليست أحكامه ثابته على الإطلاق، ولكنه في جل أحكامه مرن يتغير بتغير الزمان والمكان، فهل ينتج لنا أسيادنا العلماء فقهًا جديدًا للمرأة يتوافق معها في العصر الحالي؟!
... هذا وصلىالله على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وزوجاته امهاتنا امهات المسلمين الطاهرات العفيفات وصحابته اجمعين...