أيا من يدعي الفهم
( أيا من يدعي الفهم ) :
أيا من يدعي الفهم .. إلى كم يا أخي الوهم
تعبي الذنب والذنب .. وتخطي الخطأ الجـم
أما بان لك العيب .. أما أنـــذرك الشيب
وما في نصحه ريب .. ولا سمــعك قد صم
أما نادى بك الموت .. أما أسمـعك الصوت
أما تخشى من الفـــوت .. فتحتاط وتهتم
فكم تسيـر في السهو .. و تختال من الزهـو
وتنـــفض إلى اللهو .. كأن الموت ما عم
وحتى ما تجافيك .. وإبــطاء تلافيــــك
طباع جمعت فيك .. عيوباً شملها انـــضم
إذا أسخطت مولاك .. فما تقـــلق من ذاك
وإن أخفقت مسـعاك .. تلظيت من الهــم
و إن لاح لك النقش .. من الأصفر تهتـــش
و إن مر بك النعش .. تغاممـــت و لا غم
تعاصي الناصح البر .. وتعطاس وتــــزور
وتنقاد لمن غـر .. ومن مـــان ومـن نـم
وتسعى في هوى النفس .. وتحتال عـلى الفلس
وتنسى ظلمة الــرمس .. ولا تذكــر ما ثم
ولو لاحـظك الحـظ .. لما طاح بك اللـــحظ
ولا كنت إذا الوعظ .. جلا الأحـزان تـــغتم
ستذري الدم لا دمـع .. إذا عايــنت لا جمع
يقي في عرصة الجمع .. ولا خـــال ولا عم
كأني بك تنـحط .. إلى اللحد وتنغـــــط
وقد أسلمك الرهط .. إلى أضيق من فــم
هناك الجسم ممدود .. ليستأكـــلـه الدود
إلى أن ينخر العود .. ويمسي العظم قـد رم
ومن بعد فلا بد .. من العرض إذا اعـــتد
صراط جسره مُد .. على النار لــــمن أم
فكم من مرشد ضل .. ومن ذي عـــزة ذل
و كم من عالم زل .. وقال الخطب قــد طم
فبادر أيها الغــر .. لمن يحلــو به المُـر
فقد كاد يهي العمر .. وما أقلعت عن ذم
و لا تركن إلى الدهر .. وإن لان وإن ســر
فتُلفى كمن اغتر .. بأفعى تنفــــث السم
و خفض من تراقيك .. فإن الموت لاقـــيك
و ساجن في تراقيك .. وما ينكــل إن هـم
و جانب صعر الخــد .. إذا ساعـدك الجد
و ذُم اللفظ إن ند .. فمـا أسعـــد من ذم
و نفِس عن أخ البث .. وصدقــــه إذا نث
و رم العمل الرث .. فقد أفلـــح مــن رم
و رش من ريشه انحص .. بـما عم و ما خص
و لا تأس على النقص .. و لا تحرص على اللم
و عادِ الخلق الرذل .. وعود كفـــك البـذل
و لا تستمع العذل .. و نزها عن الضــــن
و زود نفسك الخير .. ودع ما يعقب الــضير
و هييء مركب السير .. و خـف من لجة اليم
بذا أوصيك يا صاح .. و قد بـحت كمن باح
فطوبى لفتى راح .. بآداب محمد يأتـــــــم