ســأقــول كــنــت مـوظـفــاً
دخل الشاعر مصطفى عكرمة الموظف البسيط بيته يوماً فرأى صرصوراً ملقىً على ظهره وقد صرعه الجوع
فقال:
عــــذراً إلــيــك وأي عـــــذرٍ يـنــفــع
مــا دام ركــب الـمـوت فـيـنـا يـســرعُ
قــد زرتـنـي تـرجـو لجـوعـك مرتـعـاً
مـا كـان فــي بـيـت الـمـوظـف مـرتــعُ
عقدٌ .. ونصفُ العقد من عمري مضى
وأنــــا بــبـــاب وظـيـفـتــي أتـســكــعُ
أمَّــلــتَ مــنــي مـأمـلــي بـوظـيـفـتـي
ولـكَــمْ تــضــلُّ الأمـنـيــاتُ وتــخــدعُ
هـيـهـات أن تـلـقـى بـبـيـت مــوظــف
شيئـاً تــرى الصـرصـورَ مـنـه يشـبـعُ
عـذراً وأي الـعـذر ينـفـعُ مــن قـضـى
جوعـاً وهـل تجـدي الصريـعَ الأدمـع ُ
بـالـرغـم مـمــا قـــد أســــأتَ فـإنـنــي
لـمَـمــات مـثـلــك جـائــعــاً أتــوجـــعُ
وغـداً إذا كـان الحسـابُ وجــيءَ بــي
وسئلـتُ عــن ضـيـف أتــاه المـصـرعُ
ســأقــول كــنــت مـوظـفــاً وأظـنـهــا
عــن كــل ذنــبٍ فــي حيـاتـي تـشـفـعُ