الله اهديكم راه الدنيا ما دايمة .حسوا بالناس يا اولاد الناس ...
×××××
اننا نسير في دروب الحياة نتقلب على هذه الأرض منغمسين في نعيم الملذات ، كم نحن بحاجة إلى وقفة روحانية ، وقفة، نجدد فيها الإيمان في القلوب ، ونزيل عنها غبار الغفلة والذنوب.تعالوا بنا اليوم نجلس مع أنفسنا جلسة تزكية ومصارحة .. نقلب فيها بعض الصفحات .. ونستلهم شيئاً من العظات .. لعل الله تعالى أن يجمعنا في رياض الجنات أتحدث إليكم ايها الاحبة اليوم عن حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان، من أنكرها كفر، و أصلاه الله سقر .. حقيقة عظيمة أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكرها،إنها حقيقة الموت (كلّ نفس ذائقة الموت وإنما تُوَفَّوْن أجوركم يوم القيامة.فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) . إنها الحقيقة الكبرى .. كل حيٍ سيفنى ، وكل جديدٍ سيبلى .. وما هي إلا لحظةٌ واحدة ، في مثلِ غمضةِ عين ، أو لمحةِ بصر ، تخرج فيها الروح إلى بارئها ، فإذا العبد في عداد الأموات .ذهب العمر وفات .. يا أسير الشهوات .. ومضى وقتك في سهو ولهو وسبات .. بينما أنت على غيك حتى قيل مات .اننا في غفلة الحياة، كثيرًا ما نفاجأ باتصال أو رسالة أو غير ذلك أن فلانًا مات، وقد كان في كامل صحته وعافيته، وذلك مصداق حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتراب الساعة أن يرى الهلالُ قُبُلاً فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة) . رواه الطبراني وحسنه الألباني .عجبًا لنا كيف نتجراعلى الله وأرواحنا بيده؟ كيف نستغفل رقابته والموت بأمره ؟.
روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال: من أنت؟ فقال ملك الموت: أنا من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال: فإذًا أنت ملك الموت، قال: نعم، قال: أتيتني ولم أستعد بعد! قال: يا داود، أين فلان قريبك؟ أين فلان جارك؟
إلى الله نشكو قسوةً قد عمت، وغفلةً قد طمت، وأياماً قد طويت، أضعناها في المغريات، وقتلناها بالشهوات.. كم من قريب دفناه، وكم من حبيب ودعناه، اه اه على من لا يتذكر مولاه الا اذا اراد ان يحتال او اراد ما اراد من تقرب وزيارة للاستغلال .