مع الله
قصيدة " مع الله "
للشاعر عمر الأميري - رحمه الله -
مع اللهِ في القلب لمّا انكسَر
مع الله في الدمع لما انهمَرْ
مع الله في التوْب رغم الهوى
مع الله في الذّنبِ لما استتَرْ
مع الله في الروحِ فوق السما
مع الله في الجسم لما عثَرْ!
يُنادي يناجي : أيا خالقــي
عثرتُ..زللتُ..فأين المفرّ؟!
مع الله في نسَمات الصباحِ
وعند المسا في ظلال القمرْ
مع الله في يقظةٍ في البكور
مع الله في النوم بعد السهرْ
مع الله فجراً.. مع الله ظهراً
مع الله عَصراً..وعند السّحَرْ
مع الله سرّاً.. مع الله جهراً
وحين نَجِدُّ.. وحين السَّمَرْ
مع الله عند رجوع الغريبِ
ولُقيا الأحـبَّة بعد السّفرْ
مـــع الله في عَبْرةِ النادمينَ
مع الله في "العَبَراتِ الأُخَرْ"!
تــبوحُ وتُخبر عن سرِّها
وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ
مع الله في جاريات الرياحِ
تثير السحاب فيَهمي المطرْ
فتصحو الحياةُ..ويربو النباتُ
وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ
مع الله في الجُرح لما انمحى
مع الله في العظم لما انجبرْ
مع الله في الكرب لما انجلى
مع الله في الهمِّ لما اندثــر
مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ
وتسليمهِ بالقضا والقـــدر
مع الله في عَزَمات الجهادِ
تقود الأسودَ إلى من كفــر
مع الله عند الْتحام الصفوفِ
وعند الثباتِ ، وبعد الظفــر
مع الله حين يثور الضميرُ
وتصحوالبصيرة .. يصحو البصرْ
وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ
وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ
مع الله قبل انبثاق الحياةِ
وبعد المماتِ..وتحت الحُفَرْ
مع الله حين نجوزُ الصراطَ
نلـوذُ ، نعوذ به من سقــر
مع الله في سدرة المنتهـى
مع الله حين يَطيبُ النظـرْ