أداي

أداي من الناحية الاصطلاحية :
يطلق هذا العلم على أكبر تجمع سكني بالمنطقة، ويضع عدة دواوير متصلة بعضها ببعض وهي، أكادير ومان، - ايديعزا- أيدلحوسين- أمزاوروا تم تخلف ويقع هذا التجمع في المنطقة منبسطة في الوسط الشمالي للأطلسي الصغير.
تعطى لكلمة أداي عدة تفسيرات متباينة تبعا لتنوع الروايات :
? الرواية الأولى : ترى هذه الرواية ان كلمة أداي تدل على المنبسط الواسع والمستوي وأن المكان قد سمي الاسم تبعا لهذا المعطى الطبيعي.

? الرواية الثانية : ترى هذه الرواية أن كلمة أداي مقترنة بكلمة (لتنين) أي لتنين وداي وأن الأصل هي لثنين ووداي أي أثنين اليهودي نسبة إلى أحد اليهود الدين سكنوا المنطقة وكان معروفا بصناعة البرادع.

? الرواية الثالثة : تذهب إلى اصل الياء في الكلمة أداي هو الواو أي أن الكلمة الأصلية هي أداو: الذي يطلق على جزء من جميع الإنسان وهو الحوض وقد سمي المكان كذلك اعتبارا لموقعه الاستراتيجي الذي منحته الطبيعة وهو موقع الوسط بين المراكز السكانية الأخرى كموقع الحوض في جمع الإنسان، إلا أن الرواية الأولى هي التي تبدو الأقرب للصواب خاصة للدلالة التي تقرب أكثر للمعطى الجغرافي : الدال على الاستواء والانبساط الطاغي على جل مساحة أداي. حيث نجد إيسيل وداي ولمعدر نديعزا...، وهي مساحات منبسطة وشاسعة جدا، كما نجد أيضا مصطلح المجاج كما ورد على لسام بعض الأفراد في المنطقة ويعني الفجاج في لغتنا الحالية الذي يطلقه سكان أداي على مجالهم وهو مصطلح قديم ويدل على الطريق والموقع الاستراتيجي الملائم للعيش السكاني والمجاج كذلك هو العلاقة التي تربط المركز الذي هو أداي بباقي المناطق والهوامش الأخرى، وبسبب هذا الموقع وما يحتوي عليه من مميزات حدثت صراعات بين القبائل .



2- الإطار الجغرافي :
تقع منطقة أداي في الوسط الشمالي من الأطلس الصغير على خط عرض 29 درجة و 6 دقائق و29 درجة و17 دقائق شمالا وما بني 09 درجات 05 دقائق و09 درجات و26 دقيقة غربا.
من الناحية الإدارية بالجماعات المحلية وتتكون من جماعة أداي، جماعة أمطضي، وتنتمي إلى إقليم كلميم، وتحصرها الحدود الإقليمية لتزنيت من ناحية الشمال والحدود الإقليمية لطاطا في الشرق، وجماعة تاغجيجت من ناحية الجنوب ثم جماعة إفران غربا.
أ-التضاريس :
توجد بأداي أيت حربيل عدة أشكال تضاريسية يطبعها التنوع وتتراوح ما بين استواء وارتفاع، ففي ما يخص المرتفعات فتتميز المنطقة بانتمائها لمجموعة الأطلس الصغير التي تطل على جبال باني من جهة الجنوب الشرقي، توجد أعلى قمة بها بغرب تازونت 1332 متر تعرف كثلة الأطلس الصغير تجزءا وتقطعا شديدين، هما أعطى انحدارا طبوغرافيا، غذ نجد السطح تقطعه مسيلات مهمة وشعاب كثيرة كانت بمثابة محميات للاستيطان البشري منذ القديم، ومن المرتفعات الموجودة بالمنطقة نذكر : جبل أمكون – جبل تارسلت – أمالو بنوفساس – وتالامين... أما سفوح هذه هذه الجبال فتختلف حسب درجة الإنحذار والتماتل والتراكيب والانتظام

أما فيما يخص الانبساط فهو عبارة عن فيجات وسهول واسعة من اهمها فيجة أداي عند مخارج العيون، وزراعة بورية على طول ضفاف الأودية.
ب-المناخ والتساقطات :
تنتمي منطقة أيت حربيل إلى النطاق الشبه الصحراوي المتأثرة بالمناخ الصحراوي مما جعله ذو طابع جاف طول السنة، وتبلغ درجة الحرارة في الصيف 40 درجة في حين تنخفض في فصل الشتاء مصحوبة برياح شمالية غربية، أما التساقطات فهي ظئيلة وتعرف تدبدبا من سنة لأخرى ولا يستغرق الموسم الممطر إلا بضعة أشهر، أما معدل الأيام الممطرة فيتراوح بين 10 أيام إلى 20 يوما حسب السنوات .
ج-الشبكة المائية :
إن طبيعة تضاريس إداي المتجزئة شعاب عديدة تشكل العامل الرئيسي الدي يتحكم في التوزيع الهيدروغرافي صوب الجنوب، من أهم المسيلات نجد : أسيف نكلمت – أسيف نبولقواس – اسيف ندواعراب- اسيف إيسرسال – أسيف يوكيت...إلخ. هذه المسيلات تشكل روافد مهمة لواد صياد غير أن جريانها يظل موسميا وفي ارتباط وثيق بفترة التساقطات وتستفيد المنطقة من فرشة مائية قريبة من السطح مما أدى إلى وجود أبار وعيون عديدة مثل : عين تفرست – عين تقديمت – رأس العين...
د-الغطاء النباتي :
إن المعطيات المناخية والطبوغرافية المرتبطة بنوع التربة أساسا لأيت حربيل أفرزت غطاءا نباتيا متواضعا بكل المقاييس
يتمثل هذا الغطاء في : شجرة أركان التي تعرف تراجعا من جراء عوامل عديدة طبيعية وبشرية كذلك نجد بعض النباتات الشوكية مثل إفرسكل، تيكيوت- أساي – الدغموس... وبعض الأشجار في قاع بعض الأودية : (أماي – أليلي...) بالإضافة إلى أشجار النخيل في المنبسط القريب من المساكن .

خلاصة :
لقد تظافرت كل هذه العوامل الطبيعية على إيجاد ظروف ملائمة للاستقرار السكاني منذ القدم وممارسة أنشطة متنوعة، كما كانت هذه العوامل سببا في قيام بعض الحروب والنزاعات على هذا الموقع الاستراتيجي المتميز..