الثلاثاء الدامي بالوردزاغ
الثلاثاء الدامي بالوردزاغ
×××××
العياشي كيمية
عرف مركز الوردزاغ أمس الثلاثاء 11/02/2014 ، اشباكات عنيفة بين تلاميذ القسم الداخلي بثانوية محمد السادس وتلاميذ وبعض شباب جماعة الوردزاغ ،استعملت فيها الأسلحة البيضاء والهراوات والحجارة ،أدت إلى إصابة شابين من ساكنة المركز،(ع.س) و(ك.ف) ، بجروح بليغة في جميع أنحاء جسمهما نتيجة تعرضهما لطعنات بالسكاكين ،نقلا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي بتاونات لتلقي العلاج .
وحسب شهود عيان،فإن مجموعة شبابية قدمت من الدواوير التي ينحدر منها بعض تلاميذ القسم الداخلي ،جاؤوا مستقلين سيارتي نقل سري(207)،مدججين بمختلف الأسلحة البيضاء والهراوات ،ولعلهم (حسب الراوي) أتوا للثأر لأحد التلاميذ الدي أصيب نتيجة شجار حدث قبل أيام بينه وبين تلميذين يدرسان بنفس المؤسسة،وهكذا قاموا بالقبض على شابين
،واقتادوهما إلى غابة مجاورة ،وأشبعوهما ضربا وتنكيلا ،وقاموا بسحل أحدهما إلى داخل حرم المؤسسة، ثم ألقوه من فوق سورها ،حتى اعتقد البعض أنه فارق الحياة.
وعلى الفور ،حضرت السلطة المحلية ورجال الدرك الملكي بمركز الوردزاغ ، وقاموا بمعاينة الجريمة ،كما نظموا عملية تمشيطية بمحيط المؤسستن وجميع الأماكن التي قد تكون مكانا لتجمع عناصر العصابة الإجرامية ،فألقوا القبض على أربعة مشتبه بهم .
جرت كل هذه الإعتداءات على مرأى ومسمع تلاميذ وتلميذات إعدادية سلاس والثانوية التأهيلية محمد السادس ،وبعض الأساتذة والإداريين وبعض من الذين كانوا متواجدين بعين المكان من الساكنة المحلية.،مما ترك استياء كبيرا لدي الجميع ، كما أثار حالة من الخوف والرعب في صفوف الساكنة،وأصبح الجميع ، خاصة آباء وأولياء التلاميذ ، يتخوفون على فلذات أكبادهم ،ويتساءلون عن دور الجهات المعنية في توفير الأمن لأبنائهم ، وعن إدارة المؤسسة في الإضطلاع بأدوارها التربوية من أجل معالجة مثل هذه الظواهر التي تسوء لسمعة المؤسسة ،وتؤثر سلبا على السير العادي للدراسة.
وفي نفس السياق ، نظمت هيأة التدريس بثانوية محمد السادس وقفتين احتجاجين امتدتا لساعتين،مساء أمس وصبيحة اليوم الأربعاء 12/02/2014،استنكارا لما آلت إليه الأوضاع بالمؤسسة ،كما يعتزم بعض آباء وأولياء التلاميذ والتلميذات جمع توقيعات تعبيرا عن رفضهم لحالة الفوضى والتسيب التي أصبحت سمة حرم المؤسسة ومحيطها.
هذه الحوادث وغيرها ،تحيلنا إلى البحث عن الأسباب التي أنتجت مثل هذه الظواهر من العنف التلاميذي الغير مسبوق بالمنطقة، وعن دور المؤسسة التربوية لثانوية محمد السادس وعن طريقة اشتغال القسم الداخلي ، ودور السلطات المحلية في توفير الأمن بمحيط المؤسسة ، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ ،ودور المجلس القروي ...وجمعيع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المحلي ،لأن الموضوع أكبر من أن يتصدى له طرف بعينه،فهو بمثابة الشجرة التي تخفي وراءها الغابة.
ويتداخل فيه التربوي بالسياسي بالأمني بالقبلي بالأخلاقي ،الشيء الذي يفرض على الجميع التعاون من أجل إيجاد الحلول الكفيلة بإيقاف ،أو بالأحرى ،التخفيف من حدة انتشار هذه الظاهرة .