" منظومة مسار " و احتجاجات التلاميذ !؟ (" مسار " بادرة رائعة )
بقلم : معاد وشطين ( تلميذ بثانوية آبن الخطيب التأهيلية بالحاجب )
بعد أن شهدت مؤسسة ثانوية آبن الخطيب التـــأهيلية بمدينــــة الحـــــاجب، آحتجاجات على " منطومة مسار " لليوم الثاني على التوالي، يجدر أن أشير إلى أن قمة المهزلة و الإستغراب تكمن في كون أغلب المحتجيين، ليست لديهم معلومات ثابتة حول هذه المنطومة. و بالرغم من ذلك فإنهم يحتجون بشعارات لا مسؤولة من قبيل " هدا عيب، هدا عار، التلميذ في خطر "، بل و لم يكتفوا بذلك إذ أعاقوا بآحتجاجهم سيرورة الدراسة، كما قاموا بتخريب بعض ممتلكات المؤسسة في اليوم الأول من بداية الإحتجاجات حيث توقفت الدراسة منذ الساعة الثانية زوالا حتى السادسة مساءا، وهو الامر الذي آستدعى تدخل السيدة النائبة على وزارة التربية الوطنية و التعليم على الإقليم، حيث أقبلت إلى المؤسسة في جو مشحون بالتعصب و الإحتجاج ، و قد عقدت السيدة النائبة آجتماعا غير مقرر مع باقي أطر و أساتذة المؤسسة، و في اليوم الثاني، قام المحتجون بالهجوم على كل الأقسام التي كان فيها بعض الأساتذة و التلاميذ بتابعون دروسهم فيها، رغم الإحتجاجات التي كانت في ساحة المؤسسة، منددين بشعار " أخرجوا التلميذ !! أخرجوا التلاميد !! "، وهذا إن كان يدل على شيء، فإنه يدل على آنتهاز البعض لفرصة الإحتجاج حتى يتسنى لهم القيام بأعمال الشغب و منع باقي التلاميذ من متابعة دراستهم كالعادة.
و في هذا اليوم، أي اليوم الثاني من الإحتجاجات، آتجه المتظاهرون بعد خروجهم من المؤسسة صوب ثانوبة الثلوج التأهيلية بنفس المدينة، وذلك لنفس الغرض، أي لإعاقة الدراسة ومنع التلاميذ منها.
ومع بداية الإحتجاجات في اليومين المتتاليين و آنفلات السيطرة عليها من قبل المنظمين لها، أدى ذاك إلى تدخل رجال الأمن و القوات المساعدة بالمدينة، لحماية الممتلكات العمومية و تيقظا لحدوث نزاعات معينة.
هذه الإحتجاجات على " منظومة مسار " ليست فقط على مستوى نيابة مدينة الحاجب، بل على صعيد نيابات و أقاليم المغرب، حيث رُفعت في إحداها شعارات و لافتات كتب عليها " هدا عيب، هدا عار، الكسول في خطر "، وهو الأمر الذي يدل على أن طريقة التعامل السابقة، كانت لصالح التلاميذ ( الكسالى )، عفوا على هذه الكلمة، بل المتكاسلين، إذ أن لكل فرد نصيبه في الذكاء و الإجتهاد و التحصيل الدراسيين، وهو الامر الذي يتوقف بدوره على مدى رغبة التلاميذ في التشبث بالدراسة لتحصيل معدلات عالية و للنجاح بآستحقاق...
إن رفع شعار من هذا القبيل، إنه لمهزلة للمنظومة التربوية بصفة عامة. وكما قال لي أحد الأساتذة عندما كنا في صدد نقاش هذا الموضوع، لتنصور لو تُرجم هذا الكلام إلى اللغات الأجنبية حتى يفهمها الجميع، إنة الأمر الذي يعطى صورة سلبية على المنظومة التربوية المغربية ككل، و على التلميذ خاصة، حيث يرفل بالكسل و يأخذ نقطا عالية دون مجهود حقيقي.
وفي نقاشي مع بعض الزملاء الذين آنخرطوا في الإحتجاجات، لما سألتهم عن السبب في كل هذه المظاهرات، أجابوا بأن معدل الأنشطة الموازية المتمثلة في المشاركة في الفصل، التحضير و درجة الغياب... سوف تتخلى عنها المؤسسات طبقا لمنظومة مسار.
في خضم هذا النقاش الذي يعد خير دليل على عدم فهم البعض لهذه المنظومة، بقولهم ذاك، و نشرهم لهذه المعلومات المغلوطة، حاولت جاهدا أن أؤكد لهم أن ما يدعونه باطل و لا سبيل له من الصحة، ذلك بناءا على المعلومات المؤكدة التي لدي، حيث أن نفس الإستراتيجية التي آنتهجتْ سابقا هي نفسها القائمة لحد الساعة، حيـث أن معدل الدورة مثلا يتكون من الفروض الأولى و الثانية للمواد الدراسية و تضاف إليهما معدل ثالث هو الخاص بالأنشطة الموازية التي يدّعون بإلغاء العمل بها.
إن " منظومة مسار " التي تنتهجها وزارة التربية الوطنية و التعليم، إن كانت تدل على شيء، فإنه يتمثل في النزاهة و الشفافية و الوضوح... التي جاءت بها، وهي تتغيى تأطير توزيع فرص العمل بين الطلبة، وهي بادرة لمراقبة الآباء لسيرورة دراسة أبنائهم بواسطة هذه المنظومة، وكذلك وضع حد لظاهرة الأساتذة الأشباح... و أمور أخرى هي كلها لصالح التلميذ المغربي في آخر المطاف.
ولكن سيطر على التلاميذ المتظاهرين سوء الفهم و الإدراك و بتدخل أياد خفية... آندلعت هذه الإحتجاجات التي أرى أنها ضد مصلحة المحتج حسب رأيي الشخصي.
ومن كانت لديه معلومات جديدة فأرجو أن يزودني بها حتى تعم الفائدة.