تداعيات إقالة المندوب الإقليمي للصحة بالحسيمة بين الرأي والرأي الآخر
تميزت إقالة المندوب الإقليمي للصحة بالحسيمة بحراك مطبوخ من طرف جهة نقابية وجمعوية موالية للمندوب والتي عرفت باستفادتها من الريع النقابي والجمعوي الذي يمن به الطرف المقال عليهم في خدمة لأجندة أطراف معروفة داخل الإدارة الإقليمية للصحة والتي يحركها هاجس المصالح المبنية على التحكم في دواليب تدبير الشأن الصحي بحكم ضعف شخصية المندوب المقال وفقدانه للحس الإداري بغية تدبير محكم مبني على الحكامة الجيدة, ومناسبة القول أن إحدى التنظيمات النقابية التي كانت إلى عهد قريب في راحة بيولوجية وركود تام جراء استفادتها من الريع النقابي والإداري,انبرت هي الأخرى وخرجت من سباتها في وقفات احتجاجية محبوكة وبيانات بئيسة تمجد عمل وحضور المندوب المقال مع رفع شعارات في غاية الميوعة دفاعا عن ولي نعمتها والذي لا يتحرك إلا لخدمة أجندتها
وانطلاقا من هذا الحراك المفتعل لاحظ متتبعو تدبير الشأن الصحي بمدينة الحسيمة أن هذه الجهات الموالية للمندوب لا تريد لهذا المرفق العمومي أن يتغير في الاتجاه الصحيح لتيسير الولوج إلى الخدمات الصحية بالسلاسة المطلوبة وتسعى عبر هذه السلوكات إلى إبقاء الوضع كما هو عليه للتحكم في دواليب التسير والإستمرار في استنزاف الإعتمادات المالية المرصودة عبر النهب والاختلاس والتدليس في الفواتير والصفقات في مقاومة مدروسة للتدبير السليم الذي تروم إلية الإدارة الجهوية والمبني على المقاربة التشاركية وتخليق هذا المرفق مع اعتماد منطق ربط المسؤولية بالمحاسبة
ولن نتيه كثيرا في المسار المفتعل الذي تجرنا إليه بعض التنظيمات النقابية الموالية للمندوب فأننا نحيل كل متتبع لمجريات الأمور بعين مجردة وبمنطق الأشياء إلى مسار الرجل خلال الشهور الأخيرة مع تدبيره لهذا المرفق الحيوي إلى الإختلالات الذي عرفها تسيير القطاع وسوء التدبير في اتخاذ القرارات التي اتسمت بالعشوائية والمحسوبية ومجازاة الموالين ولا أدل على ذلك فضيحة المركز الجهوي للأنكولوجيا ومعاناة المرضى وذويهم جراء خروج الطاقم الطبي للمركز في عطلة سنوية دون مراعاة ضرورة استمرارية تقديم الخدمات العلاجية وتيسير الولوج هذه الخدمات وهو الشعار الذي ترفعه الوزارة الوصية, لنجد سؤالا لا يفرض نفسه بكل إلحاح أين كانت هذه النقابات والجمعيات التي ترفع عقيرتها احتجاجا على سوء التدبير, ومن هنا يتبين جليا أنها تقوم بهذه الاحتجاجات وبخدمات مدفوعة الأجر
وللأمانة وبعيدا عن كل محاباة وتزلف وتتبعا منا لمجريات تفاعلات الإقالة والتحركات المشبوهة لبعض الجهات المدفوعة, فإن الإدارة الجهوية لقطاع الصحة بمدينة الحسيمة وبشهادة الجميع تعمل وفق منهجية سليمة ومقاربات تشاركية مع جميع المتدخلين في القطاع على أسس التشاور والسير بجميع مكونات المرفق بمنهجية مبنية على أسس علمية وإدارية لتحسين الخدمات وتقريب العرض الصحي من المواطن وخلق قنوات التواصل بعيدا عن الخلفيات السياسوية أو النقابية خدمة للصالح العام
*حميد المختاري*
ذ/باحث