حفاش الحدائق المعلقه والطبيعة الساحره
حُفاش .... هي أحدى مديريات محافظة المحويت تقع في الاتجاه الغربي لمدينة المحويت مركز المحافظة على بعد نحو(45) كيلومتر منها ورد ذكرها في العديد من كتب التاريخ وعرفها المؤرخ اليمني المعاصر إبراهيم المقحفي في كتابه معجم البلدان والقبائل
اليمنية – الجزء الأول – ص 482 بأنها سلسلة جبلية في بلاد المحويت بالقرب من ملحان تنسب إلى حفاش بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن حمير الأصفر حيث تشكل في تقسيماتها الإدارية أحدى مديريات محافظة المحويت وتضم المراكز الإدارية التالية :
بني دهمان وفيها توجد مدينة الصفقين عاصمة المديرية " و" الملاحنة " وبني قشب " الذاري " وبني أحمد " ورأس الأحجول " و" جبل نعمان " و"بني مأمون و " بني أسعد :" وجميعها مناطق ومرتفعات جبلية شاهقة وذات مروج خضراء غنية بالكثير من الثمار و الفواكة والبن فهي طوال السنة مكسية بالخضرة لقربها من مناطق تهامة التي تكسبها الرطوبة ،كما أنها مناطق زاخرة بالكثير جداً من الآثار القديمة والمواقع والمعالم التاريخية والأثرية الهامة خصوصاً في حصن الشايم وحصن ريشان والقفل و غيرهما
وكان الرحالة الدانمركي " كارستن نيبور " قد زارها عام 1761م وقال عن مركزها " الصفين " بأنها مدينة مسورة من معالمها الأثرية " القلعة " التي تقع على جبل مرتفع جنوب شرق المدينة وبها مباني تصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار ولها بوابة عالية .
الصفقين :
هي مركز مديرية حفاش وشاهد التاريخ الحي في هذه المديرية ومدينتها الحضرية الأولى .. كما ذكرت في كتابات مختلفة وواحدة من أهم المدن السياحية الساحرة والأثرية الهامة في محافظة المحويت لما بها من قصور عالية ومباني فريدة متميزة بطراز جمالها المعماري التقليدي القديم وبقلعتها الأثرية التي تقع على جل الصفقين في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة القديمة والتي يعود تاريخها إلى عهود ما قبل الأتراك يقال أنها كانت تستخدم إلى ما قبل خمسين عاماً كمركز للدولة في المديرية أصافة إلى البركة المائية المعروفة ببرك السوق والمبنية بالقضاض والتي يزيد عمقها عن 35 متراً ومساحتها أكثر من 50 متر طول و30 متر عرض كانت ولا تزال من أهم المنشئات الخدمية للمدينة والقرى المجاورة لها بكونها تخزن الماء على مدار العام بما يفني بسد حاجة السكان من المياه في هذه المدينة الصغيرة وفي هذه المدينة يتكون تاريخ كامل لأجيال مضت وفيها نظمت أروع قصائد الشعر الحميني الذي برز من خلال العديد من الشعراء الشعبيين أمثال الشاعر /مرعي وغيرهم ممن مضى على رحيلهم أكثر من قرن ونصف من الزمان والتي تعتبر أعمالهم الشعرية والأدبية من أروع الموروثات الأدبية والتراثية لأعلى مستوى مديرية حفاش فحسب بل على مستوى الساحة الأدبية والثقافية في بلادنا وفي أعلى هذه المدينة من الغرب يقع حصن " القفل " الشهير الذي يقال أنه سمي بذلك الاسم نسبة إلى القفل بن عدي بن دهمان بن حفاش ويعد في رأس قمة جبل القفل ثاني أعلى قمة جبلية في محافظة المحويت من حيث الارتفاع عن سطح البحر بعد جبل شاهر وللوصول إلى هذا الحصن العتيق يتم الصعود إليه مشياً على الأقدام عبر سلسلة طويلة من الطرق المرصوفة بالأحجار وفيه توجد الكثير من الآثار والمباني القديمة إضافة إلى عدد من أحواض المياه المنقورة في الجبل وهو لأجل ذلك وإضافة إلى موقعة الشاهق يعد من أروع المنتزهات السياحية التي تبعث على المتعة والراحة لكل الزائرين من محبي السياحة والباحثين عن الاستجمام فمن عالّية الحصن يمكن للزائر مشاهدة إرجاء واسعة من المناطق البعيدة من مديريات محافظتي حجة و المحويت ومناطق كثيرة من تهامة .
الطبيعة التي أغرت الطامعين
لقد كانت هذه لمدينة الأثرية شأنها شان كل المراكز الحضرية الأخرى ملتقى للقوافل العابرة ومحطة وقوف لأصحاب الحاجات والمنافع المختلفة من أبناء حفاش من أقصى جنوب بني سعد إلى أقصى شمال الخبت وشرق ملحان ومركز للحاميات التركية المرابطة على القمم العالية والحصون الحربية المنيعة في قمم حفاش وملحان و الخبت ولما تتميز به مديرية حفاش ككل من طبيعة قاسية وحصانة طبيعية فقد ظلت عبر مختلف العصور محط أطماع الدويلات التي قامت في تهامة خاصة واليمن عموماً لما تتمتع به من تحصينات طبيعية هامة وما شيد فيها من الحصون والقلاع التي تم تشييدها من عهد الحميرين وحتى نهاية الاحتلال التركي لليمن وسيطرتهم على حفاش ففي ظل هذه الدويلات المتعاقبة عاشت حفاش عصوراً مختلفة وشهدت أحداث وأحداث أسدل عليها الزمن ستارته مخلفاً بعض من المعالم البسيطة والأساطير المتداولة التي من خلالها يستنشق الجيل الحاضر شيء عن أجدادهم القدماء .
الثورة التي كسرت أطواق العزلة :
لقد حملت الثورة المباركة منذ الـ 26 من سبتمبر 62م لهذه المديرية شيئاً كثيراً من العطاء الذي جعل منها حاضرة حية بعد أن كان أبنائها يقاسون أشد العناء نتيجة وعورة الطبيعة وقسوتها وما خلفته الأئمة الباغية من الفقر والجهل والمرض ففي الماضي كان البعض من سكان القرى في هذه المديرية أن أرادوا شراء بقرة أو ثور يستنفعون به يشترونه عجلاً صغيراً حتى يتمكنوا من حمله على أكتافهم أو رفعه بالحبال من أسفل الجبل و الحيد إلى الأعلى حتى يصل القرية ثم يربونه حتى يكبر لاستحالة تملك مخلوق كبير بهذا السير في تلك الشواهق والطرق الصعبة وأخرى كان يمثل الحياة فيها ضراً من المستحيل إذ كان الوصول إليها يتم بواسطة الحبال وهو ما فرض على هولا العزلة التامة والبقاء في قراهم الصغيرة تلك يقتاتون اليسير منما يزرعونه ويشربونه ما تجرفه السيول من مياه الأمطار في آبارهم لا يدرون عن العالم شيئاً أما اليوم وبفضل ما حملته الثورة المباركة من العطاء ومنهم هولا فقد غدت الحياة في مديرية حفاش شيئاً أخر من المتعة الحقيقة فقد كسرت تلك الأطواق التي قضت على هذه المديرية العزلة والجهل وضيم الفقر والفاقة وعاهات المرض بجملة من المشاريع الخدمية الهامة في مجال الطرقات والتعليم والصحة والاتصالات وغيرها .