الشعب تستطلع تحضيرات المولد النبوي الشريف بولاية سيدي بلعباس
استطلاع بيوض بلقاسم نشر في الشعب 11/01/2014
تعرف مختلف مناطق ولاية سيدي بلعباس طقوسا مميزة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. ولمعرفة مدى استعداد العائلات لهذه المناسبة قمنا بجولة استطلاعية. فوجدنا معظم العائلات تقوم بتحضير مستلزمات هذه المناسبة من شموع ومفرقعات، بالإضافة إلى متطلبات الأطباق التقليدية من لحوم بيضاء وحمراء وخضار ومكسرات، تقول السيدة هوارية "لشعب" أنا أحرص على شراء الدجاج والخضار وأشتري لأولادي الشموع بمختلف الألوان بالإضافة إلى المفرقعات لإدخال الفرحة عليهم قبل حلول المولد بخمسة أيام، لأني أخاف أن تنفد مع حلول عيد المولد النبوي الشريف، وتضيف نحن نحتفل كل سنة بهذه المناسبة. وفي بيتنا نطبخ طبق "الطعام" بالخضر واللحم، فالوافد إلى ولاية سيدي بلعباس يلاحظ أن هناك حركية كثيفة تصنعها ربات البيوت والأطفال إنذارا بحلول ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فولاية سيدي بلعباس تزدحم شوارعها أياما قبل المولد النبوي الشريف، فتتسارع معظم العائلات لاقتناء كل ما يلزم لهذه المناسبة من مختلف المواد الضرورية لاستقبال هذا الحدث الديني، وتنتشر طاولات بيع المفرقعات والشماريخ والشموع بمختلف أنواعها وأشكالها لكثرة الطلب عليها من الأطفال والشباب ناهيك عن الشموع والحناء وحتى اقتناء ملابس جديدة للأطفال ليوم المولد. وفي هذا اليوم تحضر ربات البيوت طبق الحريرة بالدجاج أو طبق الكسكسي بالحم، هذه الأطباق التقليدية التي رافقت الأسر الجزائرية بمختلف ربوع الوطن لسنوات تصنع بهجة الاحتفال بالليلة المباركة حسب التقاليد. فتختار ربة كل أسرة الطبق المفضل للعشاء، وإلى جانب ذلك تحضر العائلات حلويات تزين بها قعدة السهرة مع الشاي، وتتشارك الأسرة ليلة المولد النبوي الشريف في إشعال الشموع في كل غرفة أو زاوية من المنزل لتجتمع كل الأسرة على مائدة العشاء المزينة بعدد هائل من الشموع في جو بهيج برائحة العنبر والبخور، كما أنها فرصة ذهبية لاجتماع كل أفراد الأسرة في بيت واحد في أجواء من الود والصفاء الروحي الذي يطبعه الحديث عن المصطفى وخصاله الحميدة، كما تحرص الكثير من العائلات على توضيح أسرار هذا الاجتماع الأسري وهذه القعدة التي تشبه الأفراح بالشرح الوافي أو الطفيف حسب المعلومات المتوفرة لدى الآباء أو الأجداد الذين يروون بأمانة حكاية الرسالة المحمدية التي أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور، ناهيك عن فرح الأطفال ولعبهم المتواصل بالشموع والمفرقعات والنجوم المضيئة وتتواصل الاحتفالات بالشموع والألعاب النارية طيلة الليل رغم ثمنها الباهظ، وبهذه المناسبة أيضا تتفنن الأمهات في نقش الحناء على أيادي الأطفال خاصة وأيادي كل أفراد الأسرة عامة، كما تقام بالمساجد احتفالات يكرم فيها حفظة القرآن الكريم بمختلف مناطق الولاية، والتصدق على الفقراء والمساكين، لأن بعض الناس يفضلون إخراج الزكاة في هذا اليوم المبارك الموافق لمولد النبي.