قصيدة في مدح الرسول - عليه الصلاة والسلام -
قصيدة في مدح الرسول - عليه الصلاة والسلام -
للشاعر (حسن عامر )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أين أبدأ يا بدئي ومختتمي
كلُ القصائد يخشى وطأها قلمي
كل الكلام الذي أكملتُ مُنتقَصٌ
ودونَ هذا الذي أبغيه سفكُ دمي
يا سيد الناسِ إني أنحني خجلا
وأستجيرُ من الآلامِ بالألمِ
يا عاليَ القدرِ دون القدر قافيتي
فاعذرْ ضعيفا يداني قمة القمم
لكَ المعالي ولي حرفي أنهِّضهُ
هناك أنت ولي سيرٌ بلا قدمِ
لي أن أبوحَ إذا باركتَ مفتتحي
ولي ولي إن سرى معناكَ في كلمي
يا أيها الساطعُ المحجوبُ عن لغتي
ويا ضحىً لم تطاولْ نوره ظُلَمي
لقياكَ شعرا فتوحاتٌ مغلَّقةٌ
إلا على شاطحٍ بالعشقِ ملتزمِ
ولستُ أملكُ يا مختارُ غير دمٍ
معشوشبِ النزفِ عن لقياكَ لم يصمِ
لا ملجأٌ والغرامُ الحكيُ طوَّقني
إلا يداكَ الندى موصولة الكرمِ
فابسطْ سناكَ مصابيحي معطلةٌ
وامددْ يديكَ فقلبي عن سناكَ عَمي
خذني إلى باحة الإفصاح مثقلةٌ
روحي بوجدكَ والتصريحُ بالبَكمِ
دعْ راحتيكَ تدواي ما تَكَبَّده
قلبي غداة هتاف البوحِ من صممِ
وامنحْ ضياعيَ جُوديًا يضمده
ونادِ في الجسم : يا أجراحه التئمي
أنا الذي لا بلادٌ تحت غربته
ولا شفاءٌ يواري سوأةَ السقمِ
أنا الضعيفُ الظميُّ المستجير بكم
وهل بغير رضاكم يستجيرُ ظمي
شفَّتْ رؤاي فشفتُ النور مُكتملا
في حضرةٍ من عظيم الطبعِ والشِّيَمِ
لكنَّ لي جسدٌ لا أستطيعُ به
ورودَ صفوكَ أو منعي من الديمِ
وأنت يا سيدي مأوايَ إن شردتْ
رؤاي فيك وبعثي من لظى عدمي
يا سيدي والبلادُ استنزفتْ دمها
وقد تداعى علينا كلُ منتقمِ
جئناكَ ناشبةٌ في الذُّلِ رايتنا
وناشبٌ عزمنا في العجزِ والهرمِ
مُستوحشون فلا أرضٌ تضايفنا
وصائحونَ فلا جرحٌ بدون فمِ
مذ أغفلتْ روحنا ذكراك ناسيةً
دهرًا أحَلَّتْ دمانا أشهرُ الحرمِ