مناضلون بلا عنوان ؟؟؟
×××××
مناضلون بلا عنوان ؟؟؟
علي الرشوق
الأسف كل الأسف حين تجد شباب طموح و مثقف يناضل من أجل النهوض و الرقي بوطنه عامة و بمنطقته خاصة و لا تجد من يأخد بيده بل تجد من يحاول كسر هذه اليد، اليوم أصبحنا نستحق لقب "مناضلون بلا عنوان " بامتياز، للأسف هذا هو الواقع المرير الذي اصابنا كشباب، لأن السياسيين في بلادنا لم يستعملوننا سوى لادارة الحملات الانتخابية وتعبئة الرأي العام، فاستغلوا حماسنا وشغفنا بالتغيير، و لذلك أغرقونا بالشعارات الطنانة والرنانة ليستفيدوا من قدراتنا ونشاطنا واحلامنا، هذا عدا عن اللعب على أوتار الطائفية وحبال الحقد العمياء التي لم تؤدي سوى لزيادة التباعد بيننا وإضعاف شعورنا بالإنتماء الى الوطن والارض لنلتصق بشكل لا واعي بشخصهم وقراراتهم ومصائرهم، ولنصبح مجرد قطعان من البشر مسيّرين بكراسي الرعاة واحكامهم واهوائهم .
نعم، كلّ السياسيين بلا اي استثناء خيّبوا ظنّي، لأنهم لا ولن يكثرثوا سوى لمصالحهم الضيقة وقضاياهم التي عطّلت البلاد و شلّت القدرة الشرائية للمواطنين.
ايها الشباب، عليكم ان تدركوا انكم اصبحتم وقودًا لأزمات الزعماء، كالاطارات الفارغة يحرقوننا كلّما دعت الحاجة او اقتضت الظروف، اصبحنا ايها الشباب مشاركين اساسيين في حفلات الجنون وجولاتها المتكررة، من مظاهرات كاذبة الى مشاحنات ، الى مساجين مقيّدين بالمواقف المتقلبة والمتأرجحة، اصبحنا النار والدخان والرماد والجمر و ما تحته.
أدرك جيداً ان المشاركة السياسية مهمة جداً من خلال الانخراط في الاحزاب السياسية ولكن في المغرب لا وجود لأحزاب بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولذلك أنصحكم كما انصح نفسي ان نبتعد عن امبراطورياتهم العائلية لأننا لن نصل يوماً الى سدة القيادة طالما ان العقلية الوراثية تتربّص بغرائزهم، واعلموا ايها الشباب اننا اصبحنا فعلاً مناضلين بلا عنوان، ولهذا ادعوكم كما ادعو نفسي الى ترك السياسة و العمل في المجتمع المدني الّذي من خلاله يمكن ان نحقق فيه ذواتنا واستقلاليتنا بعيداً عنهم، لأنهم لا يريدوننا ان نقود البلاد.
ختاماً اترك هذه العبرة للأيام و السنوات القادمة، لا بل للتاريخ الذي سيشهد ان زعماء المغرب لا يستحقون شيئاً لأنهم يعمدون بقصد او عن غير قصد بتيئيس الشباب وقتل عزمهم وطموحهم وابداعهم سنة بعد سنة.