فضاءات بلقطر الغربية

بلقطر الغربية

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عباس طاهر صالح
مسجــل منــــذ: 2012-06-26
مجموع النقط: 72.95
إعلانات


التسريب الحلال.. والتسريب الحرام

الجدل الدائر اليوم حول التسريبات، والتسريبات المضادة، هو جدل مستمر منذ ثلاث سنوات، لم تتوقف فيها التسريبات من جهة ضد أخرى ومن أشخاص ضد آخرين، وربما تكون دائرة التسريبات اتسعت لأن هناك ازدواجية فى التعامل معها من البداية، وكان البعض يطير فرحا بتسريب ضد خصم له، بينما يغضب من تسريب لأحد المقربين منه، وربما ينسى البعض أو يتناسى أننا كنا طوال السنوات الماضية نستند على التسريبات، والشائعات التى تتحول إلى أنصاف حقائق ثم يتعامل معها البعض على أنها حقائق، ولو راجع كل شخص نفسه ومواقفه قد يكتشف أنه استخدم يوما أو استمتع بتسريب ضد آخرين، ولم يجد مشكلة فى استهلاك معلومات تدخل ضمن نطاق الخصوصية.
ولا ننسى أن أكبر عملية تسريب خارج القانون كانت عملية اقتحام أمن الدولة، وحالة النشوة التى تلبست كثيرين وهم يتداولون أسرار جهاز أمن الدولة، والبعض كان يمارس الانتقام من خصومه باستخدام وثائق وتقارير إما غير موثقة أو خرجت بأشكال غير مشروعة، ولأهداف غير واضحة، لم يتوقف أحد يومها ليعلن خطورة اقتحام الجهاز، وإطلاق وثائق بهذه الخطورة من دون أن يتم السيطرة عليها، ولا أحد يعرف حجم المعلومات والأوراق التى سطت عليها جهات وأشخاص فى الداخل والخارج وكيف تم توظيفها، المهم أنها كانت عملية تسريب غير قانونية كان يفترض أن تتوقف وهو مالم يحدث، ولا شك أنها مثلت اندفاعا من البعض نحو خطوات غير محسوبة، ولم يخرج أحد ليعترف بالخطأ ويطلب تصحيحه.
ولن نذهب بعيداً، فقد كان هناك دائماً من يصفق لتسريبات ضد من يراهم خصومه، ولدينا أمثلة قريبة، وهو نفسه اليوم يرفضها لأنها اقتربت منه، ضمن ازدواجية متواصلة، ولهذا فإن الذين يدافعون اليوم عن نشر وإذاعة التسريبات، هم من كانوا يرفضونها من قبل، وبعض من يرفضوها اليوم تساهلوا معها من قبل، بالرغم من أن المبدأ يحتم التعامل على أن «كل التسريبات حرام» حتى لو كانت ضد خصومنا، لأن من يتسامح مع تسريب ضد خصم له، يمكن أن يواجه تسريبا ضده.
وبعض من دافعوا عن التسريبات ضد نظام مبارك كانوا يقولون إنه نظام فاسد لا يضيره تسريب، بينما يرون أن تسريبات اليوم تتعلق بحملة ضد رموز ثورة يناير، فيرد عليهم من يقول إنها تخص شخصيات عامة تصدرت المشهد السياسى، وبعضهم سرق الثورة، وتكسب منها وحصل على الثمن، وطرح نفسه شخصية عامة عندما ترشح وأصبح نائباً أو سياسيا، فضلاً عن أن النشطاء أنفسهم تناولوا بعضهم فى تدوينات تدخل فى إطار التسريب، ومن دافع عن تسريبات من قبل أو اليوم يتجاهل أنها كلها تمت بعيداً عن القانون والقنوات الشرعية، وأن التساهل معها فى البداية منحها جواز مرور.
بينما بعضنا يقول «اللهم اضرب المسربين بالمسربين وأخرجنا منهم غير منعاصين»، لكن حتى هذا لا يمكن ضمانه، وربما كان الأفضل أن يتم الإعلان عن أن كل التسريبات غير مشروعة، حتى لو كانت ضد خصومنا.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة