شكوى الغريب
شكوى الغريب..
.للشاعر رشيد سليم الخوري - رحمه الله -
قضَتِِ الصـبـابةُ، وانقضى الأمــــــــــــرُ
يـا نــــــــــــــــاكثًا عهدي لك الشكرُ
مـا ضرَّنـي هجـرُ الـحـبـــــــــــيب، ومن
هجـرَ الهـوى، مــــــــــــــا ضرَّهُ الهجْر
نـاءٍ عـن الأوطـان يفصلُنـــــــــــــــي
عـمَّن أُحـبُّ الـبرُّ والـبحــــــــــــــــر
فـي وحشةٍ لا شـيءَ يؤنسُهــــــــــــــا
إلاَّ أنـا والعُودُ والشعـــــــــــــــــر
حَولـي أَعـاجـمُ يرطُنُون فـمــــــــــــــا
لِلضَّاد عـند لِسـانهـــــــــــــــــم قَدْر
لـو عـاش بـيـنهُمُ ابنُ ســـــــــــــاعِدةٍ
لَقضى ولـــــــــــــــــــم يُسمَعْ له ذكْر
نـاسٌ، ولكـنْ لا أنـيسَ بـهــــــــــــــم
ومديـنةٌ، لكـنَّهــــــــــــــــــــا قفر
الشمسُ للأكـوان ضـــــــــــــــــــاحكةٌ
عـن بـاهـر الأنـوار تَفْتـــــــــــــــرّ
والطـيرُ تُرسلُ شدوهــــــــــــــــا طربًا
فـيُجـيبُهـا بخريره النهــــــــــــــــر
أمَّا أنـا، والغمُّ كبّلنــــــــــــــــــي
صخرٌ يُحسُّ، ولـيـتـنـــــــــــــــــي صَخر
عجـبًا، وكـم فـي الأرض مـن عَجـــــــــبٍ!
بـيـن السعـادة والشقــــــــــــــا فِتْر
لاَ تعْتُبَنَّ الـدّهـرَ فـي كـــــــــــــــدرٍ
إنَّ الـمُسَبِّبَ أنـتَ لا الـدهــــــــــــــر
مـا ذقتَ مـن فرحٍ ومـن تـــــــــــــــرحٍ
هـو مـنك، فـالـدُّنـيـا هـــــــــي الصدر
لا تَبطرَنَّ، ولا تـــــــــــــــــمتْ جَزعا
لا الخـيرُ مكتـمِلٌ، ولا الشـــــــــــــرّ
ضـوءُ النهـار تشـوبـه سُحـــــــــــــــبٌ
وتلـوحُ فـي جُنح الـــــــــــــدُّجى الزُّهْر