مــــــــــؤامرة اسمها 25 يناير
أعلم أن عنوان تلك المقالة قد يغضب البعض، بل و أتفهم جيداً أنك عزيزي القارئ قد تتهمني بالعمالة أو خيانة الثورة أو الفلولية أو غيرها من التهم التي سألتمس لك العذر فيها، فأنا لو كنت مكانك و رأيت شخصاً محسوب علي الثورة يأتي و يصفها بالمؤامرة فسأستشيط غضباً و قد أفتك به و أسمعه ما لا يرضيه ثم أعمل أن لايك للصفحة بغير عودة، و لكني أدعوك عزيزي القارئ أن تتخلي عن تلك العواطف لبضع دقائق و أن تقرأ تلك السطور بتجرد تام من العواطف و الهوي و أن تنسي أنتمائتك و تعلي قيم العقل و الموضوعية ...
دعونا الأول نتفق علي نقطتين :
أولاً :
دعونا نتفق أن الشرق الأوسط و مصر تحديداً مطمع علي مدار العصور لكل القوي الغربية، و مع تطور الزمن أصبحت الحروب تأخذ طابع مختلف. ففي هذا العصر أصبح غير ضروري أن تتحرك الجيوش مشفات طويلة لتقضي علي بلد أو تحتله ، و لكن الآن أصبح للحروب طابع جديد و هو ما يسمي "بالجيل الرابع" ، أي دمر نفسك بنفسك ، فأمريكا و الغرب الذين حاربوا في العراق و تكبدوا مليارات الدولارات و ألاف القتلي ليسيطروا علي ذلك البلد الشقيق تعلموا الدرس و ها هم سيطروا علي بلد مثل ليبيا تقريباً بدون تحريك جندي واحد ...
المراد: الحديث عن المؤامرة ليس كلام مرسل بل كلام واقعي له سند تاريخي و علمي
ثانياً:
لا جدال أن الملايين الذين خرجوا في ?? يناير و أنا منهم لم يكن لديم أي هوي سياسي و مطالبهم كانت مشروعة، فلا يوجد خلاف أطلاقاً علي مشروعية المطالب و لا فساد نظام مبارك و لا عن عنف مفرط من جانب الشرطة نتج عنه ضحايا أبرياء ، فكل تلك الأشياء لا خلاف عليها بل و تعتبر هي العمود الرئيسي و القلب النابض التي قامت عليه تلك المؤامرة السرطانية التي أستغلت حلم شباب و فساد نظام من أجل تدمر مصر و تعيدها لعصور ما قبل الأحتلال ...
المراد: عندما نقول أن ?? مؤامرة لا يعني أن نظام مبارك عظيم و لا الشرطة رائعة و لا يعني أيضاً أن هناك ملايين الشرفتاء خرجوا بمطالب مشروعة
ندخل في سياق الموضوع :
?- ثورة يناير لم تكن ستنجح أبداً لولا الأنفلات الأمني و سقوط الشرطة المدوي ...هذا الأنفلات كان مخطط له بشكل مسبق فيخطئ من يعتقد أن أقتحام ما يزيد عن مئة قسم للشرطة و عشرات السجون و حرق سيارات الشرطة و كل هذا يتم في وقت واحد ، ممكن أن يكون صدفة خصوصاً مع عدم وجود أتصالات ...
?- هروب معظم قيادات الأخوان من السجون بل و أيضاً تهريب قيادات حماس من السجن إلي غزة خلال أقل من ?? ساعة ليس صدفة أيضاً !!!
?- لم يكن للأخوان وجود فعلي ظاهري علي الأرض الا بعد سقوط الشرطة فجر يوم ?? فجاءوا جميعاً بعائلاتهم و بخيمهم و معادتهم و ملابسهم ليعتصموا في الميدان الذي كان شبه فارغ يومها !!
?-حكم المحكمة الصادر في عهد مرسي و الذي علناً أتهم الأخوان و مرسي بالتخابر مع حماس و جهات أجنبية لأقتحام السجون و أشاعة الفوضس يؤيد كلامي "مع أن نحن لسنا بحاجة لقرار محكمة"
?- بعض السجون ظلت محاصرة لمدة ساعات من قبل جامعات مسلحة تسلح ثقيل مما يؤكد أن الأمر كان مخطط له سلفاً
?- أقتحام مباني أمن الدولة في يوم واحد و توقيت واحد لم يكن صدفة أيضاً و لعل ما يؤكد كلام الفيديوهات المنتشرة لأعضاء ? أبريل و هم يسرقون الهاردديسكات و يحرقون الأوراق التي يعلمون أن فيها ما يدين تلك المؤامرة الحقيرة
?- تصريحات و ردود فعل الدولة الخارجية كانت مريبة و غير متوقعة ، فلقد كانت تصريحات قادة دول أمريكا و تركيا و ألمانيا و قطر تزداد حدة و صرامة قبل تصاعد الأحداث أصلاً في مصر ، و وصل بعضهم أن يطالب علناً برحيل نظام مبارك بشكل لم يكن فيه أي دبلومسية
?- في سنة حكم مرسي لم يستطع أن يسترد حقوق الشهداء لأن ببساطة ما يقترب من ??? شهيد قتلوا و هم يقتحموا الأقسام و السجون و لذلك أخذ معظم رجال الشرطة براءة لأنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس !
?- أزمة المنظمات الحقوقية الأمريكية مع مصر في عهد طنطاوي تؤكد أيضاً الدور الحيوي لتلك المنظمات التي تدعم و تمول جماعات مثل ? أبريل و بعض النشطاء الثوريين لأشعال الأمور و المتاجرة بالثورة و الشهداء من أجل مصالح سياسية كتتسليم البلد بدون دستور للأخوان و كأسقاط شفيق و أنجاح مرسي ...
??- أختفاء دور هؤلاء النشطاء في عهد مرسي لدرجة أن دورهم في ?? يونيو كان معدوم،بل كثيراً منهم رفض النزول أو عارض منذ اليوم الثاني بعد عزل مرسي ...
??- ما يؤكد تورط الأخوان في حرق الأقسام و أشعال البلد هو ما رأيناه بأعيينا في ?? أغسطس بع فض بؤرة رابعة الأرهابية ، فالجماعة كررت نفس السيناريو و لولا أستعداد قوات الأمن لكان نفس السيناريو تكرر.
??- ما يؤكد أيضاً تورط بعض الجهات التي تستر خلف عباءة الثورية ، هو ما حدث أمام مجلس الشوري حيث تعنت أحمد ماهر مؤسس ? أبريل و رفض أدار تصريح للمظاهرة بالرغم من تحايل قيادات الأمن عليه، و لكنه صمم علي موقفه بحثاً عن أزمة تقسم الصف مجدداً و تخلق نفس أجواء فتنة عهد طنطاوي.
??- الثورة الي تجيب أخوان للحكم متبقاش ثورة تبقي نكسة ، و الأنقلاب الي يشيل الأخوان من الحكم يبقي ثورة ، فبدون ?? يونيو كانت ستصبح ?? يناير مجرد نكسة ...
و أخيراً ، ?? يناير حدث تاريخي خرج فيها شعب مظلوم ثائراً ضد نظام فساد و لكن بكل أسف أستغلت الجماعة الحقيرة مطالب ذلك الشعب يالتحالف مع قوي غربية أستغلت هي الأخري هوس هؤلاء المتأسلمين للحكم و دعمتهم و ساندتهم حتي يقسموا تلك البلاد و يزرعوا الفتنة بين أهلها و يحولوها لسوريا أو عراق جديد بأسم الثورة و الدين و لكن حمداً لله الذي حمي تلك البلد و ردها لأهلها بثورة عظيمة صححت المسار ...
