: لمصلة من؟ وبكم؟
تعتبر جمعية تنمية المجتمع بكوم الضبع من الجمعيات الرائدة على مستوى الجمهورية فى المجال البيئى؛ حيث نفذت العديد من المشروعات البيئية الرائدة، منها «مشروع ردم البرك والمستنقعات» حيث قامت بردم ترعة ملغاة تسبب العديد من الأمراض للمجتمع المحلى وأنشأت حديقة عامة لأهالى القرية، وقد حصلت على جائزة (التميز البيئى) على مستوى الجمهورية وحظيت بزيارة وزير البيئة ماجد جورج. كما قامت بتنفيذ مشروع الصرف الصحى المتكامل كأول مشروع من نوعه على مستوى الجمهورية تنفذه جمعية تنمية مجتمع محلى وتديره باقتدار ونجاح مشهود له بالسمعة الطيبة من جهات عديدة، مما جعل العديد من المسئولين يستشهدون بهذا النموذج فى العديد من الفعاليات المعنية بالتنمية فى الخمس سنوات الأخيرة. وقد حظيت الجمعية بمساندة العديد من المسئولين منهم اللواء عادل لبيب المحافظ السابق لقنا. وقد سعت الجمعية لتخصيص حوالى خمسين فداناً كغابة شجرية للاستفادة من مياه الصرف الصحى الناتجة من المشروع، وهو أمر طبيعى وضرورى فالمشروع والغابة الشجرية يعتبران وجهين لعملة واحدة ومتلازمين تلازماً منطقياً لا يستغنى أيهما عن الآخر . مما جعل الجمعية تقوم بزراعة جزء كبير من المساحة (ما لا يقل عن ربع المساحة). كما قامت الجمعية بإنشاء مبنى للحرف التراثية وهو يشمل مركز تدريب وإنتاج لحرفة الفخار ويضم أحدث الآلات والمعدات وذلك لتنمية وتدريب الحرفيين فى إطار مشروع التنمية المستدامة لدعم وتطوير الحرف التراثية.
ولكن إدارة مشروع الصرف الصحى تعرضت للعديد من المعوقات والجهود من أجل هدم المشروع ليس من أفراد ولكن من قِبل جهات عديدة لها ثقلها وسطوتها.
القصة كما يرويها رئيس الجمعية احمد رفعت عبد الراضى كالتالى:-
بدأت بعد موافقة الجهات المختصة (المجلس المحلى الشعبى لمركز نقادة فى الجلسة الاعتيادية رقم 4 بتاريخ 11/12/2001) على المسألة رقم 67 بخصوص تخصيص 50 فداناً للغابة الشجرية و«المجلس الشعبى المحلى لمحافظة قنا بجلسته بتاريخ 27/3/2004» بشأن تخصيص مساحة 50 فداناً بحاجر جبل كوم الضبع بعرض 800 متر وطول 265 متراً لزراعتها أشجاراً خشبية على مياه الصرف الصحى (برك أكسده).
ويقول فتحى حمد الله (عضو مجلس إدارة): قمنا بإحضار خريطة مساحية معتمدة من مهندس نقابى بالموقع وتم التوقيع والاعتماد من: الوحدة المحلية لقرية طوخـ الوحدة المحلية لمركز ومدينة نقادة ـ هندسة كهرباء نقادةـ قسم طرق نقادةـ هندسة رى نقادةـ مكتب صحة نقادةـ هيئة الأملاك بقنا- هيئة الآثار بقنا. وتم توريد مبلغ 1000 جنيه بواقع 20 جنيهاً لكل فدان (أصل الخريطة موجود حاليا بالجمعية)، وخريطة ملونة بناء على طلب هيئة الآثار معتمدة من الوحدة المحلية لقرية طوخ والوحدة المحلية لمركز نقادة.
بعد ذلك مورست على الجمعية ضغوط من قِبل مسئولين بالمحافظة وعلى رأسهم السكرتير العام المساعد (السابق) لمحافظ قنا بتعديل التخصيص من العرض 800 إلى العرض 265 وذلك لخدمة بعض الخارجين على القانون.
يضيف محمد سليم (سكرتير الجمعية):
تم بطرق ملتوية بناء على قرار مشبوه إصدار قرار التخصيص رقم 367 لسنة 2007 لصالح الإدارة المركزية للتشجير والقرار مستند إلى جميع المستندات السابق ذكرها الخاصة بنا والتى تقدمت بها الجمعية وبدون اى أصول للمستندات والتى ما زالت بحوزة الجمعية حين صدر هذا القرار المشبوه لصالح جهة لا تعلم بالقرار.
ومنذ أيام قليلة خلال شهر مارس 2010 صدر قرار آخر بتعديل التخصيص السابق إلى قرار رقم 138 لسنة 2010 لصالح الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وأيضا دون أى إخطار أو علم الجهة التى تضع يدها على الأرض فعليا والتى قامت بزراعة الأرض غابة شجرية منذ 6 سنوات ودون أن يكون لهذه الجهة اى دور فى مشروع الصرف الصحى المتكامل بكوم الضبع.
مع العلم بأن مشروع الصرف الصحى المتكامل بقرية كوم الضبع حظى بافتتاح السيد الوزير محافظ قنا عادل لبيب والذى قدم العديد من التسهيلات للمشروع قبل وأثناء وبعد تنفيذه بصحبة السيد السفير السويسرى ريموند كونز فى ابريل 2004 وزيارة الدكتورة وزيرة التعاون الدولى وسفراء بعض الدول الأوربية بتاريخ يناير 2005 وزيارة السيد وزير الإسكان لتفقد المشروع وتم تدعيم المشروع فى حضوره بمبلغ (50 ألف جنيه).
فهل يليق بعد هذه الجهود التى بُذلت من قِبل المجتمع المحلى لحل مشكلة الصرف الصحى ووعود المسئولين بتخصيص مساحة 50 فداناً للغابة الشجرية تدمير المشروع بعد أن حقق نجاحا لمدة خمس سنوات حيث تديره الجمعية بكفاءة وتمت فعلا زراعة حوالى عشرة أفدنة إضافة وإلى مبنى للحرف التراثية على جزء من هذه الأرض يحتوى على العديد من الأفران المتطورة باهظة التكاليف تخدم فئات من الحرفيين بمركز نقادة؟! هل من الحكمة أن يتم بجرة قلم التراجع عن السياسة التى تدعو إليها الدولة وهى إتاحة الفرصة لمنظمات المجتمع المدنى فى القيام بدورها فى التنمية؟!
لمصلحة من يتم اغتيال الحلم فى مستقبل أفضل للمجتمع؟! ومن المسئول عن ذلك؟!
