ما لِلأحبَّةِ عني بالجفا مالُوا
ما لِلأحبَّةِ عني بالجفا مالُوا
ابن رزيق العماني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما لِلأحبَّةِ عني بالجفا مالُوا : ظلماً ولي فيهمُ بالوصلِ آمالُ
هل همْ لِحَيْني صَبَوْا في حينَ قلتُ لهمْ : يا للأحبةِ إِنَّ الهَجرَ قتَّالُ
لي مضجعٌ إِن أسالُوا عبرتى بدمٍ : فراشُهُ للضَّنا نادٍ وسَيَّالُ
قد طيَّروا النوم عن جفني بِجَفوَتِهِمْ : وأوقعوا ما قضاهُ الزجرُ والفالُ
وخالفوا ملَّتى في الحبِّ عن مَلَلٍ : وطاوعُوا في القِلَى القالِينَ ما قالُوا
وسلسلُوا الدمعَ من جفني وقد تركوا : نفسي تُجاذِبُها بالوجدِ أغلالُ
إِنِّي لأهواهمُ حُبّاً وإِنْ قُطعتْ : دونَ التواصلِ لي بالهجر أوصالُ
ولا أقولُ وإِنْ شَحُّوا بوصِلِهمُ : وكان من أمرهمْ ما كان بَخَّالُ
هم الأحبةُ إِن بانوُا وإِن قَرُبوا : وماطَلُوا الوصلَ أو بالهجرِ قد صَالُوا
قد يعلمُ اللهُ وجدي مذ علقتُ بهمْ : لم تَثْنِني عنهُ لُوَّامٌ وعُذَّالُ
ولم أسَلْ في هَوَاهُمْ إِنْ هَوَتْ وسَطَتْ : عليَّ من نائباتِ الدهرِ أهوالُ
للهِ مجمعُنا والدهرُ ذو سِنةٍ : عنّا وعَنْ قَذْفِنا الحسّادَ غفّالُ
في مَرْبَعٍ من رآهُ ظنَّهُ سبأً : يُظِلُّهُ سَوْسَنٌ لا السِّدْرُ والضالُ
تَهُبُّنا في سماءِ الحظِّ ريح رُخاً : في روضةٍ نشرُها بشرٌ وإِفْضالُ
وغادةٍ تعرفُ الأوصافَ من شغفٍ : لها إذا اضطربتْ في القُمْصِ أكفالُ
عُطْبُولَةٌ غَضَّةُ الأعطافِ بَهْكَنَةٌ : مطويةُ الكَشْحِ فَعْمَا الرِّدْفِ مِكْسَالُ
تَسُلُّ للصَّبِّ سيفاً من لواحظِها : وينْثَني القَدُّ منها وهو عَسَّالُ
تصافحُ الريحُ منها كلَّما خطرتْ : مِسْكاً يخالطُهُ نَدٌّ وجِرْيالُ
قد عَمَّها الحسن لمّا خطَّ نقطتَهُ : في لَوْحِ وجنَتِها التبريَّةِ الخالُ
كم ليلةٍ بتٌ أحسو من مُقَبَّلها : أَرْياً يمازجُهُ في الطعمِ سلسالُ
في روضةٍ منبرُ الأطيارِ خُضْرتُها : وظلُّها لأُولي الأهواءِ إِقْبَالُ
لم أنْسَها وكؤوسُ الراح دائرةٌ : وللسقاةِ بَروْقِ الأنسِ أقوالُ
فكم خصرْت شماريخاً يُرنِّحُها : غصنٌ من البانةِ الأُملودِ مَيَّالُ
وكم كشفْت نِقَاباً تحت بُرْقُعِهِ : نورٌ يَشِعُّ وثوبُ الليل سَدَّالُ
لكننى لم أزل ذا عفَّةٍ حَرجاً : عمَّا تُحيطُ به للوزْرِ أقْفالُ
بذاكَ يشهدُ لي منها ولا مَلقٌ : حِقْبٌ وحِجْلٌ ودُمْلُوجٌ وخَلْخَالُ
فيا لها خضرةً بانت بِرَوْقَتِها : عن الحشاشَةِ أوجاعٌ وأوْجالُ
قد كدتُ لم أسْلُها ما عشتُ من شغفٍ : لولا هِزَبْرٌ منَ الساداتِ مِفْضالُ
سليلُ سلطانَ ذُو شابتْ بهيبتِهِ : في كلِّ منزلةٍ للخَصْمِ أطفالُ
طَوْدُ الديانةِ لا يندكُّ جَلْمَدُهُ : ولم تَغُلْهُ من الأيَّامِ أغوالُ
عَضْبُ الإمامةِ من غَرْبَيْهِ قد قَصُرَتْ : للخَصْمِ في مَأْقَطِ الهيجاءِ آجالُ
تَناذَرَتْه الأعادى حين أنبأَهمْ : بفتكِهِ أنه ما شاء فَعَّالُ
فسالموا وهمُ رغمَ الأنوفِ وما : حَمَتْهمُ عنهُ أسيافٌ وأبطالُ
فَسلْ قرىَ الخَصْمِ عنه حينَ غادَرها : لم يَغْرُب اليومُ عنها وهي أطلالُ
إِن تسحب الذيَل فِيها الهوجُ قد سَحَبَتْ : بالغنجِ في ظلِّها للبيض أذيالُ
مَلْكٌ إذا الخيلُ دارَ الخَصْمِ وجَّهَها : تَدَكْدَكتْ قِلَعٌ شُمٌّ وأجْبالُ
ولمَ يقُلْ إِن أتاه المرءُ مجتدياً : لا خيلَ عندك تُهديها ولا مالُ
يا ابنَ الأماجدِ والقومِ الذين لهمْ : في مركبِ المجدِ أسماءٌ وأفعالُ
تَهْنا بشأوِكَ والعيدِ الذي اتصلتْ : به الفضائلُ لما هلَّ شوّالُ
عيدٌ لبسْتَ به أثوابَ مغفرةٍ : وهيبةٍ وشْيُها عزٌّ وإِجلالُ
فِعِشْ بمجدك في عيشٍ تُواصِلُهُ : بالنصرِ والفتحِ أبكارٌ وآصالُ
فلا نأتْ عنك للعلياءِ منزلةٌ : ولا عَرَا بالَكَ المسرورَ بَلْبالُ