فضاءات جديدة المنزلة

جديدة المنزلة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
عطا درغام
مسجــل منــــذ: 2010-12-13
مجموع النقط: 39.96
إعلانات


الولايات المتحدة وإبادة الأجناس للدكتور محمد رفعت الإمام


الولايات المتحدة وإبادة الأجناس
لاريب أن الملف الأمريكي مع جرائم الإبادة بشتي أنواعها ممتد منذ اكتشاف العالم الجديد (الهنود الحمر)حتي شكل القتل الجماعي جزءا لا يتجزأ من منظومة الثقافة الأمريكية(هيروشيما ونجازاكي)وربما سيظل هذا الملف مفتوحا لأجل غير مسمي.
وتجدر الإشارة إلي أن الإدارة الأمريكية الواقعة في أسر اللوبي اليهودي قد تبنت الاحتفاء بذكري الهولوكوست النازي رغم أن ذات الإدارة لم يصدر عنها وقت اقتراف الهولوكوست إلا الكليشهات الرسمية الأخلاقية مما يمثل مفارقة غريبة !ومع ذلك ،فعلاوة علي الاحتفالات التذكارية الهولوكوستية ،تلزم الإدارة الأمريكية سبع عشرة ولاية بتدريس برامج عن الهولوكوست وتخصص كراسي أكاديمية لتدرسها في عدد ليس بقليل من الجامعات والمعاهد الأمريكية مما أسفر عن تلال من الدراسات الهولوكوستية ،زد أيضا أن صحيفة(نيويورك تايمز)ذات الانتشار الواسع لا تخلو صفحاتها من الأدبيات الهولوكوستية.
ولا يخفي أن واشنطن تستدعي التجربة الهولوكوستية لتسليط الأضواء علي الجرائم المقترفة خارج الولايات المتحدة لاسيما ممن تصنفهم واشنطن في خانة (الأعداء)وفي هذا الصدد ،فإن حمامات الدم التي اقترفها الخمير الحمر في كمبوديا والاجتياح السوفيتي لأفغانستان والاجتياح العراقي للكويت والتطهير الإثني الصربي في كوسوفو .....كلها تدعي الهولوكوست.
أما الجرائم التي تشترك فيها واشنطن ،فإنها لا تذكر بها .ففي الوقت الذي تكثف فيه واشنطن الأضواء علي فظاعات الخمير الحمر في كمبوديا ،كانت الحكومة الإندونيسية المدعومة من الولايات المتحدة تقتل ثلث سكان تيمور الشرقية،ومع ذلك،فإن الإبادة الجماعية في تيمور الشرقية ،علي النقيض تماما من كمبوديا ،لم تستأهل الصبغة الهولوكوستية فقط،بل إنها لا تستحق التغطية في النشرات الإخبارية ((الأمريكية)).وبينما كانت الإدارة الأمريكية تسلط الأضواء علي الإبادة السوفيتية ضد الأفغان كان النظام المدعوم من الولايات المتحدة في جواتيمالا يرتكب إبادة جنس في حق شعب (مايا )الأصليين .هنا لم يرفض الرئيس الأمريكي ريجان الانتقادات الموجهة ضد الحكومة الجواتيمالية فحسب ،بل وصفها بأنها (مكيدة)
كما استحضرت إدارة كارتر الذاكرة الهولوكوستية عندما سعت إلي إيجاد ملاذ ل(ركاب القوارب)الفيتناميين الهاربين من وجه النظام الشيوعي ،بينما أجبرت (ركاب القوارب)الهايتيين الهاربين من وجه عصابات القتل المدعومة من الولايات المتحدة علي الرجوع من حيث جاءوا.وبينما اختفت من الأفق الأمريكي أية رائحة هولوكوستية حينما بدأ قصف حلف الناتو واشنطن صربيا عام 1999،كان النظام الإندونيسي المدعوم من الولايات المتحدة قدأكمل ما كان قد توقف عنه في نهاية سبعينات القرن الماضي ،فارتكب مذابح جديدة في تيمور الشرقية،بيد أن الهولوكوست قد تلاشت من الذاكرة الأمريكية مع إذعان إدارة كلينتون لإراقة الدماء هناك .وقد علق أحد الدبلوماسيين الغربيين علي هذا بقوله (إن إندونيسيا مهمة،بينما تيمور الشرقية غير مهمة)..ولا شك أن الولايات المتحدة تشترك سلبيا في كوارث إنسانية تفوق ضراوتها (الآثار الهولوكوستية الوخيمة المزعومة).ولعلنا نستطيع اختبار هذه المقولة علي ضوء ماحدث في العراق عقب حرب الخليج .إذ بعد أن دمر التحالف الذي قادته الولايات المتحدة العراق عام 1991 من أجل عقاب صدام حسين-هتلر،فرضت واشنطن ولندن عقوبات فتاكة بواسطة الأمم المتحدة علي ذلك البلد قليل الحظ سعيا إلي خلع رئيسه ،حتي تم لهم ما أرادوا من تدمير العراق وخلع صدام حسين واتهامه بتصنيع السلاح النووي ،حتي أعدم ،ناهيك عما فعلته الإدارة الأمريكية في أفغانستان من قتل وتشريد وإبادة بحجة القضاء علي نظام طالبان وبن لادن المسئول عن أحداث الحادي عشر من سبتمبرتحت مظلة مجلس الأمن والأمم المتحدة بدعوي القضاء علي الإرهاب
والجدير بالذكر أنه لا يمكن أن نغفل عن الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين بمباركة أمريكية بدعوي دفاع إسرائيل عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة