فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ

لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ

شاعر النيل حافظ إبراهيم



لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ : هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ


رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما: قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ


خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما : ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ


أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما : وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ


أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما : في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ


ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما : تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟


إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ


وإنْ دَعَا في ثَرَي الأَهْرامِ ذُو أَلَمٍ : أَجابَهُ في ذُرَا لُبْنانَ مُنْتَحِبُ


لو أَخْلَصَ الِّنيلُ والأرْدُنُّ وُدَّهما : تَصافَحَتْ منهما الأمْواهُ والعُشُبُ


بالوادِيَيْنِ تَمَشَّى الفَخرُ مِشيَتَه : يَحُفُّ ناحيَتَيْه الجُودُ والدَّأَبُ


فسالَ هذا سَخاءً دونَه دِيَمٌ : وسالَ هذا مَضاءً دونَه القُضُبُ


نسيمَ لُبنانَ كم جادَتْكَ عاطِرَة ٌ : من الرِّياضِ وكم حَيّاكَ مُنْسَكِبُ

في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة : ٌ تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ

لولا طِلابُ العُلا لم يَبتَغُوا بَدَلاً : من طِيبِ رَيّاكَ لكنّ العُلا تَعَبُ

كم غادَة ٍ برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ : على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ

يَمْضِي ولا حِيلَة ٌ إلاّ عَزِيمَتُه ويَنثَني وحُلاهُ المَجدُ والذَّهَبُ


يَكُرُّ صَرفُ اللَّيالي عنه مُنقَلِباً : وعَزْمُه ليسَ يَدْرِي كيفَ يَنْقَلِبُ


بِأَرْضِكُمْ لم أَبْطالٌ غَطارِفَة ٌ : أسْدٌ جِياعٌ إذا ما وُوثِبُوا وَثَبُوا


لَم يَحْمِهمْ عَلَمٌ فيها ولا عُدَدٌ : سوى مَضاءٍ تَحامَى وِرْدَهُ النُّوَب


أسطُولُهُمْ أمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ : وجَيْشُهُمْ عَمَلٌ في البَرِّ مُغْتَرِبُ


لهم بكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ : وفي ذُرَا كُلِّ طَوْدٍ مَسْلَكٌ عَجَبُ


لَمْ ثَبْدُ بارِقَة ٌ في أفْقِ مُنْتَجَعٍ : إلاّ وكان لها بالشامِ مُرتَقِبُ


ما عابَهُم انّهُم في الأرضِ قد نُثِرُوا : فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌ مُذ كانت الشُّهُبُ


ولَمْ يَضِرْهُمْ سُرَاءَ في مَناكِبِها : فكلّ حَيِّ له في الكَوْنِ مُضْطَرَبُ


رَادُوا المَناهِلَ في الدُّنْيا ولو وَجَدُوا : إلى المَجَرَّة ِ رَكباً صاعِداً رَكِبُوا


أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَعَ : مَدُّوا لها سَبَباً في الجَوِّ وانتَدَبُوا


سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ : أمُّ اللُّغاتِ بذاكَ السَّعْي تَكْتَسِبُ


فأينَ كان الشَّآمِيُّونَ كان لها : عَيْشٌ جَدِيدٌ وفَضْلٌ ليسَ يَحْتَجِبُ


هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم : فصافِحُوها تُصافِحْ نَفسَها العَرَبُ


فما الكِنانَة ُ إلاّ الشامُ عاجَ على : رُبُوعِها مِنْ بَنِيها سادَة ٌ نُجُبُ


لولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم : مِنّا ومِنْهُمْ لَمَا لمُنْا ولا عَتَبُوا


إِنْ يَكْتُبوا لِيَ ذَنْباً في مَوَدَّتِهمْ : فإنّما الفَخْرُ في الذَّنْبِ الذي كَتَبُوا


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة